بدأت السعودية حرباً جديدة على التدخين من أجل حماية مواطنيها وتخفيف الأضرار الناجمة عنها بعد ان دلت الاحصاءات الأخيرة على نتائجه المضرة بالصحة والإقتصاد. وآخر الأرقام تذكر ان واردات السعودية من التبغ بلغت نحو بليون ريال، وان المصابين بأمراض السرطان في تزايد. وعلمت "الحياة" ان هناك توجهات في المملكة الى اقتطاع مبلغ معين من السعر الجمركي للسجائر يعود ريعه لضحايا التدخين المصابين بأمراض السرطان وخلافه. وهناك اجراء آخر تتبناه ""الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين" يهدف الى إلزام أصحاب محال بيع التبغ، ومقاهي النرجيلة والمعسل وضع لوحات أمام محلاتهم ومقاهيهم تحذر من فرط الاستعمال والأمراض الناجمة عن التدخين. وانطلقت اول من أمس في السعودية حملة توعية وطنية لمدة ثلاث سنوات كمرحلة أولى، تنظمها "الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين"، عنوانها الحملة الوطنية لمكافحة التدخين. ويرأس مجلس ادارة الحملة الأمير جلوي بن سعود آل سعود الذي عقد مؤتمراً صحافياً لهذه المناسبة ذكر فيه ان 250 مليون من المدخنين الصغار سيقتلهم التدخين وهناك اربعة ملايين شخص تقضي عليهم هذه الآفة سنوياً، مضيفاً ان الخسارة الاقتصادية الناجمة عن استخدام التبغ فى العالم تبلغ 200 بليون دولار سنوياً، تتكبد منها الدول النامية النصف تقريباً. وأشار الى انه فيما تتراجع نسبة التدخين فى اوروبا وأمريكا بشكل مطرد، تتزايد في الدول النامية، و75 فى المئة من المدخنين في العالم ينتسبون الى العالم النامي. وذكر ان الحملة تتميز بالاستمرارية بعيداً من منطق الحملات التى ينتهى تأثيرها بانتهاء مدتها، وتتضمن العديد من النشاطات، لافتاً الى ان المجتمع السعودي لا يعاني من مشكلة التدخين وسلبياته الصحىة كالحال فى المجتمعات الاخرى0 وكانت السعودية أصدرت قراراً يمنع المطبوعات الصحف والمجلات الاجنبية التي تروّج للتدخين من دخول أراضيها قبل عامين. خصوصاً في المطبوعات الموجهة الى الشباب ذات الطابع الاجتماعي والصحف والمجلات النسائية والفنية والرياضية والثقافية. وهي في المقابل أول دولة حاربت التدخين بصلابة، ومنعت صحفها المحلية من نشر إعلانات السجائر منذ أكثر من 20 عاماً. وتعتمد المطبوعات الاجنبية التي ترد الى السوق السعودية على مبيعاتها وإعلاناتها الصادرة من السوق السعودية واليها، وتحتل اعلانات التدخين المزودة بالعبارت التحذيرية من فرط الاستعمال والأمراض الناجمة عن التدخين مكانة متقدمة بين الاعلانات، وتحصل المطبوعات الأكثر توزيعاً ونجاحاً، على عقود إعلانية سنوية في مقابل الاعلان عن السجائر. وفي السعودية يتم بيع أكثر من 15 بليون سيجارة سنوياً لأكثر من 50 صنفاً من الأنواع المستوردة، وهي تعد أكبر سوق استهلاكية للسجائر في المنطقة الخليجية، وترفض بعض كبريات مراكز التسويق فيها بيع السجائر تقيداً بفتوى شرعية لا تجيز التدخين على رغم وجود مراكز متخصصة لبيع أشهر أنواع التبغ.