أصدرت وزارة الاعلام في السعودية قراراً يمنع المطبوعات الصحف - المجلات الاجنبية التي تروّج للتدخين من دخول أراضيها في الفترة المقبلة، بعدما طلبت شركات التوزيع الوطنية الاسبوع الماضي إبلاغ دور الصحافة والناشرين الذين يتولون توزيع مطبوعاتهم داخل السعودية بعدم نشر اعلانات السجائر خصوصاً "في المطبوعات الموجهة للشباب وذات الطابع الاجتماعي والصحف والمجلات النسائية والفنية والرياضية والثقافية". ولا يذكر القرار الوضعية الخاصة بالمطبوعات السياسية والاقتصادية، ومن المحتمل ان تصدر الوزارة مذكرة تفصيلية أكثر توضيحاً.والسعودية هي أول دولة حاربت التدخين بصلابة، وقد منعت صحفها المحلية من نشر إعلانات السجائر منذ أكثر من 20 عاماً، وهي بهذا القرار تساوي بين الصحف المحلية والاجنبية وتؤكد استمرارها في محاربة التدخين على الصعد كافة. وتعتمد المطبوعات الاجنبية التي ترد الى السوق السعودية على مبيعاتها وإعلاناتها الصادرة من السوق السعودية واليها، وتحتل اعلانات التدخين المزودة بالعبارت التحذيرية من فرط الاستعمال والأمراض الناجمة عن التدخين مكانة متقدمة بين الاعلانات، وتحصل المطبوعات الأكثر توزيعاً ونجاحاً، على عقود إعلانية سنوية مقابل الاعلان عن السجائر. وفي السعودية أكثر من 50 صنفاً من أنواع السجائر المستوردة، وهي تعد أكبر سوق استهلاكية للسجائر في المنطقة الخليجية، وترفض بعض كبريات مراكز التسويق فيها بيع السجائر وأنواع أخرى من التبغ تقيداً بفتوى شرعية لا تجيز التدخين على رغم وجود مراكز متخصصة لبيع أشهر أنواع التبغ في العالم. وكانت احصائية وزارة الصحة السعودية للعام الماضي أكدت اقلاع أكثر من 10 في المئة من المدخنين السعوديين وتراجع نسبة مبيعات السجائر 13 في المئة عن عام 1996. وكانت الوزارة وجهت تعميماً آخر لشركات التوزيع يحدد للمطبوعات حدوداً وضوابط للنشر منها ان على كل المجلات الشعبية عدم نشر صور نسائية على الغلاف، وعدم نشر قصائد الغزل الفاضح أو القصائد التي تتضمن التجريح أو الإساءة لفرد أو أسرة بأي شكل كان. وألزم القرار مجلات التسلية بالاقتصار على مواضيع التسلية والرياضة الذهنية، مع عدم نشر صور نسائية على الغلاف. وطالب القرار المجلات الفنية والاجتماعية بأن تقتصر صورة الغلاف النسائي على الوجه فقط والإقلال من الصور في الداخل مع عدم كشف أجزاء الجسم، وعدم نشر الجرائم التي تتعلق بالنواحي الجنسية بشكل مفصل. وفي حال تطبيق هذين القرارين فإن صناعة النشر ستغير كثيراً من سياساتها لأن السوق السعودية هي الأقوى سواء من حيث الشراء أو مصادر الإعلان، وسيتضح بعض هذه الجوانب خلال شهر أيلول سبتمبر المقبل.