اريتزو ايطاليا - أ.ف.ب - رفع الستار عن واحدة من روائع حقبة النهضة الايطالية، الجدارية التي تروي في اثني عشر رسماً"درب الآلام" للفنان بييرو ديلا فرانشيسكا، رسمها في منتصف القرن الخامس عشر في كنيسة القديس فرنسوا في اريتزو وسط ايطاليا، وتمكن الجمهور من رؤيتها مجدداً بعد عملية ترميم استمرت 15 عاماً. وسمحت عملية الترميم بكشف مشاهد طبيعية جديدة في ظلال من اللون الأخضر الفاتح والأحمر والأزرق لم يسبق أن شاهدها المعجبون من قبل. واُزيح الستار عن اللوحات المرممة الجمعة الماضي بحضور رئيس الحكومة الإيطالية ماسيمو داليما ووزيرة الثقافة الإيطالية جيوفانا ميلاندري بعد 15 عاماً من العمل وبفضل "سخاء" بنك اروتريا ولاتيوم الشعبي الذي قدم نحو خمسة ملايين دولار. وقالت آنا ماريا ميتزكي التي تولت الاشراف على العملية" من خلال أعمال الترميم تعرّفنا على بييرو ديلا فرانشيسكا تحت ضوء جديد. والأبحاث الفنية العملية التي أجريت على هذه التحفة هي اداة تسمح بتعميق الدراسات المتعلقة بهذا الفنان الكبير". رسمت هذه اللوحات على مساحة 290 متراً مربعاً ما بين 1452و1466 باسلوب خاص يطلق عليه اسم "التقنية المثالية". وقالت ميتزكي إن هذه الرسوم تعرضت على مّر القرون لشتى أنواع الكوارث الطبيعية والإنسانية من فيضانات الى تسرب المياه وهزات أرضية مروراً بالأضرار الناجمة عن الصواعق وحتى الاحتلال من قبل جيش نابوليون الذي استولى على الكنيسة في 1799. وأوضحت أن "أعمال الترميم كانت في غاية الصعوبة بسبب درجات التلف المتفاوتة". وبين المشكلات الأكثر خطورة تكوين طبقة من املاح الحامض الكبريتي غطت تدريجياً جص اللوحات ما تتسبب بتساقط قطع صغيرة من الألوان وبالتالي اتلاف اللوحة على المدى الطويل. وأضافت أن بين الأضرار التي لحقت بهذه التحفة الفنية عمليات الترميم الثلاث التي أجريت خلال القرن العشرين وخصوصاً استخدام الإسمنت في 1916 وهي مادة غنية بالمياه والأملاح المعدنية التي تتسبب في تكوين السلفات. وأضافت ميتزكي بفخر واعتزاز "ستكون أعمال الترميم هذه الأخيرة" معلنة عام 2000 "عام بييرو ديلا فرانشيسكا". وكشف وضوح وضياء السماء في جدارية "حلم قسطنطين" الشهيرة التي اعتبرت خلال قرون لوحة ليلية، جدارية جديدة لم يرها الجمهور من قبل.