عهد رئيس الوزراء الايطالي المكلف ماسيمو داليما بحقيبة الثقافة في وزارته الى النائبة جيوفانا ميلاندري 36 عاماً، ووضعها بذلك أمام مسؤوليات بالغة الأهمية، نظراً الى ادراك الايطاليين أهمية ثرواتهم الفنية ومعالمهم الاثرية التي تعتبر الأرصدة الرئيسية للبلاد والمصدر الأساسي لعائداتها السياحية. ويتعيّن على جيوفانا ابنة العائلة الارستقراطية، المولودة في نيويورك، التي تحدت التمييز الطبقي في بلادها وانخرطت في الحزب الشيوعي لتصبح أبرز الوجوه الناشطة فيه، ان تواجه البيروقراطيين شديدي البأس في وزارتها وتقنعهم بمواصلة التغيير الذي باشروه منذ اطلقه سلفها والتر فلتروني في حكومة رومانو برودي السابقة. لكن ما قد يخدم "السينيورا" جيوفانا في هذه المهمة الشاقة، عنادها الذي اشتهرت به، فهي واظبت باصرار على حضور جلسات البرلمان قبل ثلاثة شهور، رغم دخولها المراحل الأخيرة للحمل، ما دفع الصحف الى نشر سلسلة كاريكاتورات ساخرة عنها. ولم تبال الوزيرة الجديدة بالأضواء الإعلامية المسلطة عليها، وواصلت التنقل على دراجتها النارية الصغيرة سكوتر في الأحياء الشعبية للمنطقة العمالية الفقيرة التي تمثلها في البرلمان. غير أن أكثر ما يثير حفيظة جيوفانا ميلاندرا هو حديث الصحافة عن نجوميتها وجمالها، الأمر الذي دفعها مرة الى القول: "لست عارضة أزياء، أنا أمثل الشعب". لكن النائبة الشيوعية المتزوجة من محام ثري والتي نشأت في أميركا حيث كان والدها مراسلاً صحافياً، لا تملك الابتعاد عن الأضواء لما تحمله من تناقضات. فهي تتحرك صباحاً في أوساط الطبقات العمالية والنقابات وتنصرف مساء الى ارتباطاتها وسط "المجتمع المخملي" حيث تملك صداقات واسعة بين الممثلين ومصممي الأزياء وكبار الأثرياء. شيوعية، ارستقراطية مزيج يكفل للسينيورا صفة "العناد"، وهو أبرز سلاح يمكن ان تشهره في وجه منافسيها الرجال في الساحة السياسية الايطالية.