اديس ابابا - أ ف ب - دعا الرئيس الاثيوبي نيغاسو غيدادا الاسرة الدولية والوكالات الانسانية الى "عدم تسييس أزمة الجفاف التي تؤثر في ملايين الاثيوبيين والمساعدة في تحسين الاوضاع على أساس انساني". وكان نيغاسو يتحدث لدى افتتاح منتدى الاحزاب السياسية في اديس ابابا مساء أمس أمام عدد من الوزراء الاثيوبيين ونحو خمسين ديبلوماسياً افريقياً وعربياً وغربياً في مركز مؤتمرات اللجنة الاقتصادية لافريقيا التابعة للامم المتحدة. ودعا الرئيس الاثيوبي مواطنيه الى تقديم الدعم غير المشروط للجهود التي تبذلها الحكومة لمكافحة الجفاف الذي يهدد ثمانية ملايين شخص بالمجاعة. واكد ان "حكومتنا تولي اهتماماً خاصاً للمهمة الفورية لتلبية حاجات شعوبنا التي تتأثر نتيجة الجفاف واحتواء الاوضاع الطارئة". وكانت الكونتيسه هيلغا فون ستراشفيتس مديرة الشؤون الافريقية في وزارة الخارجية الالمانية، انتقدت الأحد انفاق اثيوبيا الاموال على المجهود الحربي في نزاعها مع اريتريا في وقت تهدد فيه المجاعة جنوب شرقي البلاد. جاء ذلك في مقابلة اجرتها في غودي جنوب شرق مع تلفزيون "زي.دي.اف". وقالت الكونتيسه هيلغا فون ستراشفيتش "من المذهل ان تنفق كل هذه الاموال على الحرب في ظل المجاعة". وزارت الكونتيسه المنطقة لتقويم الوضع قبل الاجتماع الوزاري للاتحاد الاوروبي في لوكسمبورغ الذي يختتم اليوم. واستنكرت المسؤولة الالمانية الانتقادات التي توجهها الحكومة الاثيوبية في شأن تباطؤ التحرك الدولي مؤكدة ان "من غير اللائق شتم الاسرة الدولية". وقالت: "ربما يجب على اثيوبيا ان تبحث في امكان وقف النشاط الحربي على الاقل في فترة المجاعة والتوجه نحو حل تفاوضي مثل الذي اقترحته منظمة الوحدة الافريقية". واعتبر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان في مقابلة نشرتها صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية الأحد ان الجفاف هو السبب الرئيسي للمجاعة، الا انه شدد على ان استمرار الحرب على الحدود بين اثيوبيا واريتريا "زاد المشكلة سوءاً" اذ حد من القدرة على توزيع المواد الغذائية. وستبدأ المديرة التنفيذية ل"برنامج الغذاء العالمي" كاترين بيرتيني اليوم الثلثاء جولة في القرن الافريقي لتقويم حاجات السكان تزور خلالها اثيوبيا واريتريا وجيبوتي وكينيا. وشكر الرئيس الاثيوبي الاسرة الدولية على المساعدة المخصصة لاثيوبيا ودعاها مجدداً الى "الضغط على الحكومة الاريترية" لسحب قواتها من الاراضي المتنازع عليها. وقال غيدادا ان "الرد الايجابي والمناسب الذي تعطيه الاسرة الدولية لهذا النداء حاسم لتخفيف الازمة الناجمة عن المجاعة التي تشهدها اثيوبيا وايضاً اريتريا وتجنب المنطقة كوارث مماثلة في المستقبل". واضاف ان الزراعة في البلاد رهن بهطول الامطار. واوضح أن "من الضروري استخدام مواردنا المائية على نطاق واسع وبناء سدود على انهارنا لتطوير مشاريع الري". واضاف ان اثيوبيا ستحصل على اموال من المؤسسات المالية الدولية لكن "فرض شروط مسبقة غير عادلة للحصول على هذه القروض لم يسمح لنا بتحقيق مثل تلك المشاريع". وطلب من "القوى الراغبة في تجنيب البلاد كارثة الجفاف والسماح لها بالتوصل الى الاكتفاء الذاتي على الصعيد الغذائي، الضغط على هذه المنظمات الدولية". ووجهت اللجنة الدولية للصليب الاحمر نداء في جنيف لجمع 25،3 مليون دولار لصالح ضحايا المجاعة في اثيوبيا. ويريد الصليب الاحمر بالتعاون مع الصليب الاحمر الاثيوبي مساعدة نحو 80 الف شخص يعيشون في منطقة ولو في شمال اديس ابابا المحرومة للسنة الرابعة على التوالي من الامطار الموسمية التي تهطل عادة بين شباط فبراير ونيسان ابريل سنوياً.