مرسى مطروح مصر، طرابلس - رويترز، ا ف ب - وصل الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي الى مصر براً في ساعة مبكرة صباح أمس الجمعة في طريقه الى القاهرة للاجتماع مع الرئيس حسني مبارك وحضور القمة الافريقية - الاوروبية الاسبوع المقبل. وقال شهود ان موكب القذافي سار في الصحراء الى مدينة مرسى مطروح الساحلية التي تبعد 200 كلم عن الحدود. وذُكر ان وفداً مصرياً برئاسة وزير التعليم العالي المصري السيد مفيد شهاب إستقبل الزعيم الليبي في منطقة قريبة من مرسى مطروح. وأدى القذافي صلاة الجمعة في خيمة بدوية في منطقة وادي مجد القريبة من مرسى مطروح. ويُتوقع ان يمضي الليل في مزرعة يمتلكها على مسافة 75 كيلومتراً شمال القاهرة. وسيجري القذافي محادثات مع مبارك في القاهرة اليوم السبت. ومن المقرر ان يكون مبارك عاد أمس الى بلاده بعد رحلة استغرقت اسبوعاً في الولاياتالمتحدة. وسيحضر القمة الافريقية - الاوروبية. وعُلّقت العقوبات على ليبيا ومن بينها الحظر الجوي قبل عام تقريباً بعدما سلمت ليبيين يشتبه في تورطهما في تفجير طائرة ركاب اميركية فوق لوكربي في اسكتلندا عام 1988، وهو الحادث الذي قتل فيه 270 شخصاً. وعلى رغم انه لا يوجد ما يمنع القذافي من استخدام الطائرة الا انه اختار على ما يبدو السفر بالطريق البري الى القاهرة مما يفرض تحدياً إضافياً على المسؤولين المصريين الذين يتحملون حالياً مسؤولية تأمين اجتماع القمة. ويوفر اجتماع القاهرة للقذافي الذي لم توجه له بعد دعوة لزيارة اي دولة اوروبية، فرصة نادرة للاجتماع مع زعماء الاتحاد الاوروبي. تطبيع مع أميركا وكان الزعيم الليبي أعلن الخميس تأييده لتطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدة في وقت تبحث واشنطن في امكان رفع المنع المفروض على الاميركيين، منذ 19 سنة، بالتوجه الى ليبيا. وقال الزعيم الليبي في مقابلة تلفزيونية: "نحن نرحب بعودة العلاقات مع اميركا والمعاملة بالمثل". واضاف ان "اميركا هي التي قطعت العلاقات من طرف واحد ومارست ابشع انواع الديكتاتورية والتعسف ضد مواطنيها بمنعهم من السفر الى ليبيا". وعن مشاركته في قمة الاتحاد الاوروبي والدول الافريقية، قال القذافي: "نحن في مؤتمر القاهرة سنؤكد على دفن اتفاق برشلونة القائم على اساس عنصري والفرانكوفونية". واكد انه سيشارك في القمة بصفته ممثلاً لمجموعة الدول الساحلية الصحراوية كوميسا التي تأسست بمبادرة من ليبيا في 1998. وقال: "ستلتقي افريقيا الموحدة مع اوروبا ولا نقبل تجزئة افريقيا". وانتقد، من جهة اخرى، بعنف امكان انضمام المغرب الى الاتحاد الاوروبي. وقال ان "انضمام المغرب الى الاتحاد الاوروبي يمثل انزلاقاً خطيراً وغير معقول ومرفوض. المغرب جزء من الامة العربية والقارة الافريقية". وفي واشنطن، ردت الولاياتالمتحدة على تصريحات القذافي في شأن تطبيع العلاقات بالقول ان لا تغيير في سياستها حيال ليبيا. وقال فيليب بيكر الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية ل"فرانس برس": "لا تغيير في السياسة الاميركية". واضاف ان واشنطن ما زالت تنتظر من ليبيا الامتثال لقرارات الاممالمتحدة التي صدرت بعد الاعتداء على طائرة لشركة بانام الاميركية في 1988 فوق لوكربي. واكد ان الولاياتالمتحدة تريد ان "تبدي طرابلس تعاوناً لمحاكمة المشتبه فيهم وتكف عن دعم الارهاب وتعترف بمسؤولية المسؤولين الليبيين وتدفع تعويضات".