تعقد اليوم في مرسى مطروح، على الحدود المصرية - الليبية قمة تجمع الرئيس حسني مبارك والعقيد معمر القذافي يتوقع ان تركز على الأوضاع العربية والعلاقات الثنائية التي تأثرت من الفتور الحالي للعلاقات بين القاهرةوطرابلس. يلتقى الرئيس حسني مبارك اليوم الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في مدينة مرسى مطروح، على الحدود المصرية - الليبية. ويتوقع ان تتناول محادثاتهما إمكان عقد قمة عربية موسعة في ضوء تطورات الشرق الأوسط، ومتابعة نتائج اجتماعات القمة الافريقية التي انعقدت في الجزائر الشهر الماضي. كذلك يتوقع ان يناقشا الوضع في السودان والجهود التي تبذلها طرابلس لتقريب وجهات النظر بين المعارضة والحكومة بهدف الوصول الى تسوية سياسية للأزمة السودانية. وقالت مصادر مصرية مطلعة ل"الحياة" إن من بين المواضيع المطروحة الموقف الاميركي من ليبيا بعد إعلان واشنطن معارضتها رفع العقوبات المفروضة على طرابلس منذ 1992. واضافت المصادر أن الزعيم الليبي سيصل اليوم الى مدينة مرسى مطروح على متن طائرة ليبية خاصة لتكون أول رحلة جوية مباشرة للزعيم الليبي الى مصر بعد تعليق العقوبات على ليبيا في نيسان ابريل الماضي. ومعلوم ان خمسة اشهر مضت على آخر زيارة للقذافي لمصر في آذار مارس الماضي. وشهدت هذه الفترة فتوراً في العلاقات المصرية - الليبية على رغم الزيارة قام بها الرئيس مبارك لليبيا لتهنئة القذافي بتعليق الحظر الجوي على بلاده والزيارتين اللتين قام بهما وزيرا الخارجية عمرو موسى والاعلام صفوت الشريف لطرابلس اخيراً. وانعكس فتور العلاقات على إرجاء عقد اللجنة العليا المصرية - الليبية التي كانت مقررة في حزيران يونيو الماضي، الى اجل غير مسمى. كذلك ارجاء تسيير الرحلات الجوية المباشرة بين القاهرةوطرابلس في انتظار موافقة ليبيا على رحلات الطائرات المصرية. ويحرص المسؤولون المصريون والليبيون في تصريحاتهم الرسمية على تأكيد أن العلاقة بين البلدين جيدة وبين مبارك والقذافي "حميمة"، والابتعاد عن التعاطي مع المشاكل القائمة سواء مستحقات الشركات المصرية لدى ليبيا او تحويلات المصريين العاملين هناك، فضلاً عن حرص الاعلام المصري على وصف القذافي ب"قائد ثورة الفاتح العظيم". وتأتي زيارة القذافي المتوقعة لمرسى مطروح اليوم قبيل استضافة ليبيا اجتماع القمة الافريقية الاستثنائية المقررة في الفترة من السادس الى التاسع من ايلول سبتمبر المقبل. ويتوقع ان يناقش القذافي مع مبارك مشاركته في قمة طرابلس بعد حضوره قمة الجزائر في الشهر الماضي. ويأخذ الليبيون على القاهرة تشددها في التزام تطبيق الحظر الجوي الذي فرضه مجلس الامن في نيسان ابريل 1992 ورفضها خرق الحظر على غرار ما فعله عدد من الرؤساء الافارقة قبيل تعليق العقوبات، الى جانب امتناع وزير خارجيتها في اجتماع وزراء الخارجية العرب في ايلول سبتمبر الماضي عن تأييد مشروع قرار ليبي يتبنى تعليق العقوبات المفروضة على ليبيا من جانب واحد. كذلك اثار قريبون الى القذافي مسألة الطائرات الليبية الثلاث التي منعتها مصر من العودة الى طرابلس بعد سريان الحظر الجوي، وباتت غير صالحة حالياً. وتطالب السلطات المصرية بدفع رسوم تخزينها خلال فترة الحظر. ويحرص الزعيم الليبي في كل زياراته لمصر على زيارة مرسى مطروح القريبة من الحدود المصرية - الليبية للقاء وجهاء ومشايخ قبيلة اولاد علي وهم من أصول ليبية. ويتردد انهم يستعدون للقاء القذافي ل"تقديم البيعة" له "رئيساً لليبيا".