تبلورت امس الافكار ومشاريع القرارات التي من المقرر ان تُعرض امام القمة الافريقية - الاوروبية، الاولى من نوعها بين القارتين، والتي تبدأ اليوم وغداً في القاهرة على مستوى وزراء الخارجية والخبراء، والاثنين والثلثاء على مستوى رؤساء الدول والحكومات. وعلمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي اوروبي ان البرتغال رئيسة الدورة الحالية للاتحاد الاوروبي استطاعت إقناع شركائها الاوروبيين بمطلب الأفارقة عقد مثل هذه القمة دورياً على غرار القمة الاوروبية - الآسيوية والقمة الاوروبية - الاميركية اللاتينية التي تنعقد كل ثلاث سنوات، مع إنشاء آليات لتنفيذ توصياتها. واكد المصدر الاوروبي نفسه، ان الزعماء الاوروبيين سيتخذون خلال القمة بعض الاجراءات المتعلقة بخفص جزء من ديون الدول الافريقية ومراجعة شروط تسديد بقية الديون، لكن من دون الدخول في تفاصيل قضايا الديون التي قال ان هيئة متخصصة يُفترض ان تضع الدراسات والاقتراحات المتعلقة في هذا الشأن. واضاف ان القمة ستوافق على برنامج تحرك وآلية جديدة للتعاون بين القارتين تشمل قضايا اقتصادية وسياسية، بما في ذلك دعم آلية فض النزاعات التي انشأتها منظمة الوحدة الافريقية. كما ستعرض موضوع تعزيز المشروع البريطاني - الفرنسي - الاميركي المشترك لتدريب قوات افريقية على عمليات حفظ السلام. الى ذلك، يُتوقع ان تجري على هامش القمة، قمم صغيرة ثنائية وثلاثية وربما خماسية في حال نجحت الجهود الجارية حالياً لعقدها. ومن بين هذه القمم لقاء متوقع بين العاهل المغربي محمد السادس والرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة. وكان مسؤولون من البلدين اشاروا الى انه في حال حصول هذا اللقاء فسيكون بروتوكولياً، خصوصاً ان لا ملفات جاهزة للعرض بين الجانبين. لكن "الحياة" علمت ان القاهرة تحرص، الى جانب نجاح القمة، على تحقيق اكبر جهد ممكن في اتجاه المصالحات العربية - العربية، تعمل حالياً على ان لا يكون لقاء بوتفليقة - محمد السادس بروتوكولياً فقط، بل تحاول ايضاً جمع قادة الاتحاد المغاربي في قمة خماسية، بعد تحقيق هذا اللقاء، وذلك لتفعيل هذه المنظمة الاقليمية التي ينعكس عملها على دعم التعاون على الصعيدين العربي والافريقي وكذلك الاوروبي. وفي الاطار نفسه، ستعقد قمة ثلاثية مصرية - ليبية - سودانية تجمع الرئيسين حسني مبارك وعمر البشير والعقيد معمر القدافي، تبحث في موضوع المصالحة والوفاق في السودان. كما يتوقع ان يعقد وزراء خارجية "السلطة الحكومية للتنمية ومكافحة الجفاف" إيغاد اجتماعات على هامش القمة للبحث في قضية الحرب في السودان، وفي مبادرة جيبوتي لانهاء الحرب في الصومال ودعم مؤتمر المصالحة الصومالية الذي سيعقد في جيبوتي العاصمة بعد نحو اسبوعين. ويبدو ان القمة الافريقية - الاوروبية ستحمل مفاجآت عدة في حال استطاعت القمم الصغيرة واللقاءات الجانبية تحقيق تقدم في اتجاه حلحلة بعض الاوضاع المعلقة وانهاء النزاعات في بعض دول القارة.