} أعلنت القيادة الروسية عن عزمها على انهاء العمليات العسكرية في الشيشان خلال الشهر الجاري، فيما تعرضت مواقعها في مختلف أنحاء الجمهورية إلى هجمات بالأسلحة الخفيفة والهاونات. ووردت أنباء عن اقتحام المقاتلين الشيشانيين غوديرميس، ثاني أكبر مدن الجمهورية التي سيصلها وفد أوروبي لتقصي الحقائق في شأن مراعاة حقوق الإنسان. قال الناطق الرسمي باسم القوات الروسية في القوقاز غينادي اليوخين إنها تلقت ايعازاً ب"إبادة الفصائل الشيشانية المتبقية قبل أن تخضوضر الأشجار"، لكي لا تصبح "مظلة" تخيفهم. ولتحقيق هذا الغرض، ستقوم هليكوبترات بمسح جوي للمناطق الجبلية والغابات. ثم تبدأ الوحدات الخاصة ب"تمشيط" هذه المناطق. وأوضح الناطق ان الخضرة تبدأ بالظهور في الشيشان في أواخر الشهر الجاري. ما يعني أن موسكو تريد "انجاز" العمليات قبل الانتخابات الرئاسية الروسية في 26 منه، كي تتاح للرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين فرصة خوضها من موقع "المنتصر بالكامل". إلا أن الوضع الميداني قد يقلب حسابات الكرملين، إذ اعترفت وكالة أنباء "ايتار - تاس" الرسمية بأن مجموعات من المقاتلين تسللت إلى غروزني وضواحيها واطلقت النار على نقاط تفتيش ومخافر تابعة لوزارة الداخلية. وأشار نبأ وضع على موقع "قوقاز" الناطق باسم الشيشانيون في الانترنت، إلى أن مجموعات أخرى دخلت غوديرميس ودمرت مخفرين وهاجمت مواقع القوات الروسية في عدد من أحياء المدينة. وكان الجيش الروسي دخل إلى غوديرميس من دون معارك بعد اتفاق مع قادة ميدانيين محليين يدينون بالولاء لمفتي الشيشان أحمد حاج قادر الذي اختلف مع الرئيس أصلان مسخادوف. وفي جنوب الجمهورية، استمرت الاشتباكات العنيفة بين القوات الروسية ومجموعة شيشانية بقيادة رسلان غيلايف في منطقة الخازدرفو. وذكر نائب القائد العام للقوات في القوقاز غينادي تروشيف ان غيلايف وجه نداء إلى المجموعات المنتشرة في مختلف انحاء الجمهورية للقيام بعمليات مشاغلة لتخفيف الضغط عليه. ولكن الجنرال تروشيد أكد أن المجموعة المحاصرة ستباد قبل حلول الخميس اليوم. وأعلنت القوات الروسية أنها تمكنت من تدمير طائرة خفيفة هبطت في منطقة جبلية قرب بلدة فيدينو وكان يفترض ان تستخدم لنقل القائد المعروف شامل باسايف الذي بترت إحدى ساقيه. وإلى جانب "تطهير" المناطق الجنوبية الجبلية من المقاتلين، تقوم السلطات الروسية ب"تنظيف" سائر أنحاء الشيشان من أي آثار يمكن أن تسبب لموسكو احراجات أثناء جولة سيقوم بها وفد الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي. ويتوقع أن يجري الوفد اليوم وغداً محادثات مع كبار المسؤولين في موسكو، ثم يتوجه إلى القوقاز يومي السبت والأحد. وأكدت مصادر عدة أن أعداداً كبيرة من المعتقلين الذين يحملون آثار التعذيب، نقلوا إلى سجون خارج الشيشان وبدأ طلاء جدران المعتقلات داخل الجمهورية لكي تخفي آثار الدماء. وسيستمع الوفد الأوروبي إلى شهادة الصحافي اندريه بابيتسكي الذي كان أمضى فترة في معتقل تشيرنوكوزوفو وتعرض إلى الضرب وشاهد "مسرحيات" التعذيب. وذكر بابيتسكي ان لديه أفلاماً وثائقية سيعرضها على الأوروبيين. وطالب المجمع المسكوني، وهو الهيئة العليا للكنيسة الارثوذكسية، السلطات الروسية بأن "تتعامل باهتمام" مع المدنيين في الشيشان، وتبدي "إنسانية" في تعاملها مع الأسرى، وتتفادى "المبالغة في العقاب".