الرياض، لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - تراجعت اسعار النفط بشكل حاد في الاسواق الدولية أمس بعد اتفاق السعودية وايران في الرياض أمس على ضرورة موازنة السوق النفطية وتوفير امدادات كافية من اجل الوصول الى مستويات اسعار قابلة للاستمرار وملائمة للنمو الاقتصادي العالمي واستقرار السوق. وكان خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم نيسان أبريل تراجع في بداية التعامل في بورصة النفط الدولية في لندن صباح أمس 50 سنتاً الى 31.4 دولار للبرميل في انتظار نتائج اجتماع وزيري النفط السعودي علي النعيمي والايراني بيجان زنقانة. وواصل النفط تراجعه في الساعات التالية وخصوصاً فور صدور بيان عن اجتماع الوزيرين الى 30.53 دولار للبرميل، بخسارة 1.37 دولار للبرميل عن السعر في اواخر التعامل أول من أمس عندما ارتفع النفط الى مستوى قياسي. ويشار الى ان سعر النفط على رغم تراجعه أمس لا يزال عند اعلى مستوى يسجله منذ حرب الخليج الثانية عام 1991. واتفق وزيرا النفط عقب محادثات مهمة على طرح كمية ملائمة من النفط في السوق في الوقت المناسب. كما تأثرت اسعار النفط من اعلان الولاياتالمتحدة عن زيادة كبيرة غير متوقعة في مخزون النفط الخام والبنزين في الولاياتالمتحدة. وقال لورانس ايغلز من شركة وساطة في لندن انها "المرة الاولى التي نرى فيها ايران تشير الى ضرورة زيادة العرض"، موضحاً ان السوق ما زالت تنتظر توضيحات في شأن ذلك. واضاف انه اذا كان البيان لا يشير بوضوح الى ضرورة ارتفاع العرض اعتباراً من نيسان ابريل المقبل، فان السوق رأت خصوصاً ان البلدين تطرقا الى مستوى الاسعار الامر الذي يجعلها تعتقد انهما متفقتان على رفع الانتاج. وكانت الانقسامات داخل منظمة الدول المصدرة للنفط اوبك، اضافة الى تهديدات حول الانتاج النروجي والنيجيري، رفعت اسعار النفط أول من أمس الى ما فوق عتبة 31 دولارا للمرة الاولى منذ حرب الخليج الثانية. ومن المقرر ان يجتمع وزراء نفط "اوبك" في 27 آذار مارس الجاري في فيينا قبل اربعة ايام من انتهاء مفعول العمل بقرار تخفيض الانتاج النفطي الذي سمح بارتفاع الاسعار ثلاثة اضعاف. إلى ذلك قال وزير النفط القطري عبدالله بن حمد العطية ل "رويترز" ان اعضاء منظمة "اوبك" يريدون ايجاد طريق لتحقيق استقرار اسعار الطاقة العالمية تماما مثلما تريد الدول المستهلكة. وأضاف العطية في مقابلة: "اننا جميعا نريد استقرار السوق". غير انه اشار الى انه سيكون من الصعب على "اوبك" ايجاد وسيلة لتحقيق ذلك الهدف في اجتماعها في فيينا من دون الاضرار بالدول المنتجة او المستهلكة. وأوفدت قطر التى تتولى حاليا رئاسة منظمة "اوبك" وفداً رفيعاً الى واشنطن يرأسه الامير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. ومن المقرر ان يجتمع الوفد القطري بوزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون ومسؤولين اميركيين اخرين قبل ان يغادر واشنطن اليوم. من ناحية ثانية قال وزير النفط الفنزويلي علي رودريغيز أمس ان من المرجح ان يجتمع مع نظيره السعودي قبل مؤتمر"اوبك"، لكنه لم يحدد موعد ومكان الاجتماع.