قال وزير النفط الجزائري السابق رئيس شركة الاستشارات النفطية "نلقوزا" نورالدين آيت الحسين في حديث إلى "الحياة" إن على منظمة "أوبك" أن ترفع انتاجها تدريجاً، عازياً ذلك إلى أنه على رغم انخفاض الطلب التقليدي على النفط في الربع الثاني من كل سنة "فإن مستوى الطلب في الربع الثاني من السنة الجارية يتوقع أن يكون بمستوى 2.27 مليون برميل في اليوم". وأوضح "ان أوبك تنتج حالياً 5.26 مليون برميل يومياً ما يمثل تجاوزاً بحدود مليون برميل، مقارنة مع المستوى المتفق عليه داخل المنظمة. وعلى رغم هذا التجاوز، هناك نقص مقارنة بمستوى الطلب المتوقع، ما يعني ان هناك حاجة لزيادة الانتاج". وأضاف آيت الحسين: "ينبغي ان يؤخذ في الاعتبار أنه على رغم أن الربع الثاني من السنة يشهد تقليدياً انخفاضاً في الطلب، إلا أن المتعاملين يبدأون في هذه الفترة بخزن النفط، ما يعني ان الطلب على نفط أوبك سيكون للاستهلاك العادي، ولبناء الاحتياطات، وهذا الأمر يتطلب بين مليون و5.1 مليون برميل في اليوم". وخلص إلى أن الطلب سيكون في كل الأحوال أعلى مما تنتجه "أوبك" حالياً على رغم تجاوزها سقف الانتاج، وهو ما ينبغي ان ترافقه تدريجاً و"التخوف من تدهور الأسعار في حال رفعت أوبك انتاجها غير مبرر". وعن موقف الجزائروإيران وليبيا الرافض لرفع الانتاج، قال آيت الحسين: "ينبغي ألا تضم الجزائر نفسها إلى إيران وليبيا، لأن وضعها مختلف عن كلا البلدين الآخرين لجهة قدرتها الانتاجية. فعلى عكس إيران وليبيا، لدى الجزائر اليوم فائض في قدرتها الانتاجية بمستوى 250 ألف برميل في اليوم يبلغ الانتاج 750 ألف برميل والقدرة الانتاجية مليون برميل ما يعني أنها تنتج نحو 75 في المئة من طاقتها. أما ليبيا وإيران فتنتجان بين 90 و95 في المئة من قدرتهما الانتاجية، فكيف تنضم إليهما، علماً بأن الدولتين غير مهتمتين برفع الانتاج نظراً إلى محدودية طاقتهما". وأشار إلى أنه قال دائماً بضرورة المحافظة والدفاع عن الأسعار، "ولكن ليس بأي ثمن"، وانه ينبغي أن تأخذ الجزائر مكانتها في السوق النفطية، خصوصاً أن لديها طاقة فائضة صرفت أموالاً كثيرة لتطويرها، كما يجب ان تحافظ على حصتها من السوق النفطية وأن تستفيد من كون الأسعار جيدة. ورأى آيت الحسين أنه تنبغي زيادة انتاج "أوبك" للربع الثاني من السنة بمليون برميل في اليوم. على أن تتبع ذلك زيادة في الربع الثالث بحوالي 500 ألف - مليون برميل في اليوم، وفي الربع الرابع زيادة أخرى بالمستوى نفسه. وقال إن هذه الزيادات التدرجية "ستؤدي إلى استقرار السعر مع مراقبة وضبط مستوى المخزون"، معبراً عن اعتقاده بأن دول "أوبك" تتمنى أن يستقر السعر عند 25 دولاراً للبرميل.