بعد تعثر المفاوضات العربية - الاسرائيلية على كل المسارات بسبب التعنت الاسرائيلي، يبدو ان اسرائيل بدأت تفقد صوابها بصورة مفتعلة على الجبهة اللبنانية بقيامها بالقصف اليومي للمدنيين ولمواقع البنية التحتية ليس في الجنوباللبناني بل وصل الى بيروت العاصمة وشمال لبنان اذ تم تدمير محطات الكهرباء الرئيسية وغيرها ما ادى الى شل الحياة في لبنان. وكل هذا حسب ما تدعي اسرائيل انه رد على هجمات المقاومة ضد قوات الاحتلال في الجنوب وقوات الجيش المتعاون مع اسرائيل، وكما هو حادث دائماً فان هجمات حزب الله هي ضد العسكريين وقوات الاحتلال ولا يتم ضرب القرى الاستيطانية الاسرائيلية الا رداً على قصف اسرائيل للمدنيين في لبنان. وعلى رغم ذلك فإن المتحدث الرسمي باسم البيت الأبيض خرج علينا بتصريحات يحمّل حزب الله والمقاومة المسؤولية لتدهور الوضع في الوقت الذي تعلن اسرائيل انها ستنسحب من جنوبلبنان من طرف واحد في الموعد الذي حددته سابقاً وهو شهر تموز يوليو المقبل. وهذا اعتراف من اسرائيل باحتلالها لهذه المنطقة .... ان قيام اسرائيل بالقصف التدميري يهدف الى ارضاء غرور اليمين المتطرف في اسرائيل وممارسته الضغط على المفاوضين العرب لتقديم المزيد من التنازلات في ظل عدم وجود قوة ردع عربية تستطيع مواجهتها عسكرياً. كما ان تصعيدها يهدف الى تخفيف الضغط الدولي عليها لالتزامها بتنفيذ الاتفاقات التي وقعت عليها مع الجانب الفلسطيني وصرف نظر المجتمع الدولي عن الجمود الحاصل على مفاوضات الحل الدائم مع المفاوضين الفلسطينيين لأن التركيز الدولي سينصب على اشتعال الجبهة اللبنانية عسكرياً .... الى ذلك تعتقد اسرائيل ان تصعيد الوضع على الجبهة اللبنانية يؤدي الى ممارسة الضغط على المفاوض السوري لتقديم التنازلات من اجل تحريك المفاوضات على المسار السوري طبقاً للأهواء الاسرائيلية. من هنا يتضح ان اسرائيل تقوم باللعب على المسارات التفاوضية ليس سياسياً على طاولة المفاوضات فقط وإنما عسكرياً على جبهة القتال ايضاً من خلال القصف التدميري على لبنان لتحقيق مكاسب تفاوضية على مختلف المسارات. ان صمود الشعب اللبناني ودعم حكومته المطلق للمقاومة الشرعية للاحتلال الرد الحقيقي على القصف الاسرائيلي على لبنان، كما ان التحرك الدولي الواسع الذي يقوم به الرئيس ياسر عرفات لكشف حقيقة مواقفها ومراوغتها في تنفيذ الاتفاقات الموقعة عليها سيجبر المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل للتقدم في المفاوضات والالتزام بتنفيذ الاتفاقات الموقع عليها حتى لا تتفجر عملية السلام بكاملها .... وهذا يدعونا مرة اخرى الدعوة للتضامن العربي الشامل والتنسيق على كل المسارات لمواجهة الألاعيب الاسرائيلية من اجل تحقيق السلام الدائم والعادل في المنطقة. حاتم أبو شعبان عضو المجلس الوطني الفلسطيني