قبل ان يدفن 20 شرطياً قتلوا في مكمن قرب غروزني فقدت روسيا عشرات من جنودها في كمين آخر في وادي ارغون الجنوبي. وعقد الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين اجتماعات عاجلة مع كبار المسؤولين لبحث آخر التطورات التي تواجهها روسيا في الشيشان. وذكر تلفزيون "او. آر. تي" الذي تملك الدولة غالبية الأسهم فيه ان 75 مظلياً قتلوا في المكمن، الا ان قائد قوات المظليين غيورغي شباك نفى النبأ، على رغم اعترافه ب"معارك ضارية" في وادي ارغون. وذكر بيان اصدره مكتب الناطق الرسمي باسم الكرملين سيرغي ياسترجيميسكي ان هناك "خسائر ولكن ليس كما يصورها بعض وسائل الاعلام". وأضاف البيان ان القوات الفيديرالية تخوض معارك ضد مجموعتين من المقاتلين الشيشانيين احداهما من 1000 شخص بينهم "عدد كبير من المرتزقة العرب" والثانية من 500 شخص. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصدر عسكري رفيع ان المعارك في منطقة اولوس كيرت بين وادي ارغون ووادي فيدنيو مستمرة "بلا انقطاع" منذ خمسة ايام. وأضافت ان "الطرفين تكبدا خسائر موجعة" وذكرت تحديداً ان الشيشانيين فقدوا 400 قتيل بينما فقد الفيديراليون 50 قتيلاً. الا ان فالنتينا ميلنيكوف امينة سر "لجنة امهات الجنود" ذكرت ان الأرقام الرسمية دون الواقع بكثير. وأوضحت ان ياسترجيميسكي كان ذكر ان القوات الفيديرالية فقدت منذ بدء العمليات 1647 قتيلاً و4661 جريحاً، فيما الأرقام الحقيقية هي 3500 قتيل و6500 جريح. وأضافت ان هناك 540 جندياً اعتبروا "هاربين من الخدمة" في حين انهم مفقودون. وأوضحت ان القيادة الفيديرالية لا تدخل في عداد القتلى من يموتون متأثرين بجروحهم. ولاحظ المراقبون ان الشيشانيين صعدوا في الآونة الاخيرة نشاطهم العسكري وذكر المركز الاعلامي لقوات القوقاز ان مجموعات صغيرة من الشيشان والرجال الشيشانيين اخذت تتسلل الى غروزني وستحاول قريباً القيام بعمليات وسط المدينة. ونفى ياسترجيميسكي ما ذكرته مصادر شيشانية عن استعادة بلدات الخان قلعة دروشني تشو والخازدروفو وقال ان "هذا مجرد تضليل". الا ان موسكو لم تعد قادرة على تطويق الانباء المتزايدة عن الضربات الشيشانية. واضطر الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين الى تغيير جدول اعماله أمس فعقد لقاء طارئاً مع سكرتير مجلس الأمن سيرغي ايفانوف ووزير الدفاع ايغور سيرغييف. وأوفد وزير الداخلية فلاديمير روشايلو الى غروزني لدرس الأوضاع ميدانياً واتخاذ اجراءات لمنع مزيد من التدهور. ودعا رئيس مجلس الفيديرالية ايغور سترديف الى "التحول بسرعة الى الطريق السلمي". وقال ان "الجرح الشيشاني سيظل يوجع روسيا فترة طويلة".