اعتبر رئيس حزب الوفاق القومي المصري السيد أحمد شهيب أن قرار لجنة الاحزاب الموافقة على تأسيس حزبه تعكس "رغبة صادقة من القيادة السياسية في تكريس الممارسة الديموقراطية وتعميقها، وعلامة على التفاعل السياسي في البلاد، مع قوى المعارضة". وقال شهيب ل"الحياة"، في اول حديث يدلي به بعد قرار الترخيص لحزبه بالنشاط، ان "حزبنا يثق في وعود الرئيس حسني مبارك، اجراء انتخابات برلمانية نزيهة، وندعو كل الاحزاب الى التفاعل مع هذا التعهد، والتمسك به، للوصول الى نتائج سليمة، تعبر عن حقيقة الاوضاع في مصر". وكانت لجنة شؤون الاحزاب اصدرت قراراً اول من امس، يعد الاول من نوعه منذ انشائها في 1977، بالموافقة على تأسيس الحزب الجديد، الذي وافق مؤسسوه على تعديل اسمه من "الإنقاذ القومي" الى "الوفاق القومي". واعتبر شهيب أن الاسم الجديد "اكثر تعبيراً عن اهداف الحزب، الذي يسعى الى تجميع كل القوى الوطنية العربية، في مواجهة العولمة". وعن موقف الحزب من مبدأ "الحل السلمي" للصراع العربي - الاسرائيلي، قال شهيب "حزبنا يتبنى 3 نقاط، فهو يؤمن ان الصراع العربي - الصهيوني صراع وجود وليس حدود، وصراعنا اساساً مع الصهيونية كحركة عنصرية استعمارية، وضد الامبريالية الاميركية، ولسنا في صراع مع اليهودية كديانة سماوية، او الغرب كحضارة انسانية، ولدينا ايمان راسخ بعدم إمكان قيام سلام بالمعنى العلمي والحقيقي للكلمة مع الكيان الصهيوني"، معتبراً أن "كل القوى الوطنية والشعبية، غير ملزمة أي اتفاقات، توقع بين نظم الحكم المختلفة والكيان الصهيوني، وللانظمة حساباتها، واوضاعها التي تلزمها احياناً ارتباطات محددة، نحن في حل منها". واشاد شهيب بموقف مصر الرسمي رفض التوقيع على معاهدة الحد من انتشار الاسلحة الكيماوية إذا لم توقع عليها اسرائيل، وقال "إن برنامجنا يدعو الى امتلاك اسلحة الردع الشامل لمواجهة الغطرسة الصهيونية، ولتحقيق التوازن مع الكيان، ولحماية السلام الرسمي البارد بين بعض الحكومات العربية والصهاينة. فالسلام المحدود يحتاج الى قوة تحميه وتحافظ على استقراره الهش لمرحلة معينة، خصوصاً ان الكيان الصهيوني رفض الاستجابة لدعوة الرئيس مبارك بإخلاء المنطقة من اسلحة الدمار الشامل". وفي اشارة الى معارضة سياسات الاصلاح الاقتصادي في مصر، قال شهيب: "نحن مع استقلال الوطن والحفاظ على كرامة المواطن، ونؤيد النظام الاقتصادي والاجتماعي الذي يلبي حاجات الناس، ولا يتعارض مع الدستور، وغير ذلك لا نقبله. فنحن ندعو الى تجميع كل الثروات الوطنية في أيادٍ مصرية وعربية، وضد تملك الاجانب لثرواتنا الوطنية"، واعتبر ان "العولمة استعمار جديد شامل، وهو حلقة من الصراع بين حركات التحرر الوطني في العالم الثالث، والاستعمار الجديد بزعامة الولاياتالمتحدة، ولذلك نسعى الى التعامل مع كل القوى الوطنية الرافضة للمشروع الاستعماري، ونهدف الى تنظيم مواجهة شاملة ضد العولمة". التنسيق مع التيار الاسلامي وعن التنسيق مع الاحزاب المصرية والموقف من تيار الاسلام السياسي، قال رئيس الحزب: "هدفنا الاساسي إتاحة الحوار بين كل الاطراف. ومستعدون للتعاون مع جميع الاحزاب السياسية الشرعية القائمة في مصر، وبلا حدود، من اجل تحقيق المصلحة الوطنية ولا نعارض التنسيق مع الحزب الوطني الحاكم، إذا اقتضى الامر ذلك". وعن الموقف من الحزب العربي الناصري، قال شهيب: "حزبنا ليس ناصرياً، وانما حزب يشمل كل القوميين والوطنيين المؤمنين بالمشروع الحضاري القومي العربي، وقائم على فكرة العروبة والافريقية في مواجهة العولمة، وهذا افضل تعبير عن مشروع ثورة تموز يوليو وليس لدينا موقف معادٍ للحزب الناصري، فهو يعبر عن مؤسسيه واعضائه، وسنتعامل معه في هذه الحدود". وشدد على أن "قرار الانضمام الى لجنة التنسيق بين احزاب وقوى المعارضة، او التنسيق في الانتخابات المقبلة، سابق لأوانه، وسننتظر نتائج الممارسة في الاشهر القليلة المقبلة". واستغرب محمود قرار لجنة الاحزاب الترخيص للحزب الجديد، وقال إن "حيثيات الموافقة غير واضحة، خصوصاً أن اللجنة اعتادت رفض ما تتلقاه من طلبات، إلا إذا تصورت الحكومة إمكان شق صفوف الحركة الناصرية بهذا القرار، وفي كل الاحوال حزبنا لن يتأثر. فمؤسس الحزب الجديد من خارج صفوفنا"، مشدداً على ان "حزبنا ليس كل التيار الناصري، وقرار انضمام الحزب الجديد الى لجنة التنسيق بين المعارضة، لا يخصنا وانما يرتبط بموافقة بقية الاحزاب". ويشار الى ان حزب الوفاق القومي ضم بين مؤسسيه نحو 20 من اعضاء حزب العمل الاسلامي. غير ان شهيب قلل من تأثير ذلك. وقال إن "زملاءنا المؤسسين من محافظات مختلفة وبينهم قيادي واحد هو الزميل محسن هاشم. ونحن لا نسعى الى عضوية الاحزاب، بل الى تنظيم جماهير جديدة في الحياة الحزبية الوطنية".