القدس المحتلة - أ ف ب، رويترز - قالت صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية أمس إن اسرائيل تعتبر ان فرصة إبرام اتفاق سلام مع سورية مضت في غياب "فرصة حقيقية" لاستئناف المفاوضات في مستقبل قريب. وكتبت الصحيفة ان "الانطباع لدى المسؤولين السياسيين على أعلى المستويات في إسرائيل هو ان النافذة التي كانت مفتوحة على السلام مع سورية اغلقت مجدداً بعد قمة كلينتون والاسد في جنيف". وفشلت قمة الرئيسين الأميركي بيل كلينتون والسوري حافظ الاسد الاحد الماضي في جنيف في تحريك المفاوضات السورية - الاسرائيلية المعطلة منذ العاشر من كانون الثاني يناير. وأضافت "هآرتس" ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك "مقتنع بأنه عمل من أجل تعزيز امكانية التوصل الى وضع ترتيبات مع سورية واعطاء الأولوية الى المسار السوري" في عملية السلام. وأكد مسؤول اسرائيلي "رفيع المستوى" في تصريحات نقلتها الصحيفة، المصلحة الحيوية التي توليها إسرائيل للاحتفاظ ب"السيادة الكاملة" على بحيرة طبرية التي تزودها ب40 في المئة من احتياجاتها من المياه. وأكد هذا المسؤول ان اسرائيل اقترحت على سورية تبادل أراض على جانبي الحدود الدولية التي رسمت في 1923، كما اقترحت تسليمها الينابيع الطبيعية في الحمة الواقعة على الشاطئ الشرقي من بحيرة طبرية على ان تحتفظ بشريط ضيق من ضفة البحيرة تحت سيادتها. وأشار المسؤول الى ان اسرائيل تريد أيضاً ان تواصل سيطرتها على نهري بانياس والحصباني، رافدي نهر الأردن الذي يغذي بحيرة طبرية، ولكنها لا تصر كثيراً على هذه النقطة. وتطالب سورية بإستعادة مرتفعات الجولان حتى حدود 4 حزيران يونيو 1967. وأعلن التلفزيون الاسرائيلي الرسمي الاربعاء ان الولاياتالمتحدة طلبت من اسرائيل ان تعطي فرصة جديدة للسلام على الاقل "خلال الاسابيع الثلاثة المقبلة"، قبل البدء بالمراحل الأولى لانسحاب عسكري أحادي الجانب من جنوبلبنان. وأضاف المصدر نفسه ان الرئيس بيل كلينتون بعث رسالة بهذا الخصوص الى اسرائيل بواسطة الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط دنيس روس. وذكرت "هآرتس" أمس ان كلينتون اقترح على الدولة العبرية وسورية تعيين مبعوث خاص يحاول للمرة الأخيرة تحريك مفاوضات السلام بينهما. وقالت الصحيفة، نقلاً عن "مصدر حكومي رفيع المستوى" إن مهمة هذا "السفير الخاص" ستكون القيام برحلات مكوكية بين دمشق وتل ابيب، كما فعل هنري كيسنجر في 1974 عندما توصل الى دفع سورية واسرائيل الى توقيع اتفاق فصل القوات. وتعذر الحصول على أي تعليق من مكتب رئيس الوزراء ايهود باراك. وأكد ناطق باسم السفارة الاميركية في تل ابيب انه لا يعرف شيئاً عن مبادرة من هذا النوع. وأوضحت الصحيفة ان البيت الابيض ينتظر الآن رد الجانبين، لأنه لا بد من الحصول على موافقتهما من أجل تعيين مبعوث الفرصة الأخيرة هذا. وقالت اسرائيل أول من أمس إنه إذا تفجر صراع مسلح مع سورية، فستكون على يقين من انها فعلت اقصى ما بوسعها لاحلال السلام. وقال حاييم رامون، الوزير في الحكومة الاسرائيلية، أمام البرلمان: "إذا حدثت مواجهة من نوع ما مع سورية لا قدر الله، فإن رئيس الوزراء وجميع القيادات التي عملت في المفاوضات بمقدورهم ان يقولوا للآباء والجنود: بذلنا جهداً اضافياً وأكثر مما يلزم للوصول للسلام وهذا لم يفلح ولسنا السبب في ذلك". وقال الرئيس الاميركي بيل كلينتون، الذي لم يعد لديه وقت كبير لتحقيق حلمه بالمساعدة في حل نزاع رئيسي في الشرق الاوسط قبل مغادرته البيت الابيض، إن الخطوة المقبلة تعتمد على الأسد. ورفض اوري ساغي، المفاوض الاسرائيلي البارز مع سورية الرئيس السابق للاستخبارات العسكرية الاسرائيلية، القول بأن عملية السلام انتهت تماماً، ولكنه لم يبد تفاؤلاً يذكر. وقال للاذاعة الإسرائيلية: "في أفضل الأحوال أن الوضع الراهن سيجمد. وفي أسوأ الأحوال سنشهد توتراً عسكرياً". وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس روسيا المنتخب فلاديمير بوتين في اتصالين هاتفيين أول من أمس ان اسرائيل ستنفذ قرار الأممالمتحدة رقم 425 وستنهي احتلالها لجنوبلبنان. وأوردت صحيفة "هآرتس" ان مبعوث الولاياتالمتحدة للشرق الاوسط دنيس روس سيلتقي الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان الاسبوع المقبل للبحث في انشاء قوة دولية تملأ الفراغ الذي سينشأ في جنوبلبنان بعد مغادرة القوات الاسرائيلية.