نجح عدد من مشايخ القبائل اليمنية في منطقة الحيمة 60 كيلومتراً غرب صنعاء في تأمين اطلاق الشيخ سبأ أبو لحوم، نجل الشيخ سنان أبو لحوم، أحد كبار مشايخ قبائل بكيل وثلاثة من أبناء عمومته، بالإضافة إلى شخصين برفقتهم، كانت قبيلة الحيمة احتجزتهم قبل نحو شهر، فيما نجح عدد من مشايخ القبائل في مأرب والجوف في تأمين اطلاق ثلاثة من أبناء الحيمة احتجزتهم قبيلة الجدعان قبل بضعة شهور. وسلم وسطاء "الرهائن" من الطرفين إلى وزارة الداخلية صباح أمس. وكان الرئيس علي عبدالله صالح تدخل لتسوية النزاع بين قبيلتي الحيمة والجدعان منطقة نهم بعدما اتسع الخلاف بينهما، فيما رفض قريبون إلى الشيخ سنان أبو لحوم الربط بين عملية خطف نجله وأبناء اخوته وبين الخلاف بين القبيلتين. وأكدوا ل"الحياة" رفضهم تصوير المسألة على أنها مقايضة لأن الشيخ سنان "مُهجَّر"، ما يعني في العرف القبلي في اليمن عدم تعرض أي من أبنائه أو أفراد أسرته لأي نوع من أنواع الخطف أو الاعتداء، كما ان آل أبو لحوم ليس بينهم وبين قبائل الحيمة أي خلاف قبلي، ما دفع الشيخ سنان إلى تحكيم كل القبائل اليمنية في اجتماع موسع عقد في صنعاء بعد أيام على الحادث. وبين مشايخ الحيمة الذين نجحوا في اطلاق ابناء أبو لحوم، محمد يحيى عبيد وعادل الصبري وأحمد جريد ومرشد غوبر، فيما تولى الشيخ ريشي بن كعلان والشيخ أمين العكيمي نائب والشيخ علي صالح بن شطيف نائب اقناع قبيلة الجدعان باطلاق ثلاثة من أبناء الحيمة مع أسلحتهم. ورافق مدير ناحية الحيمة محمد الحارثي أبناء أبو لحوم من وزارة الداخلية إلى منزل الشيخ سنان في صنعاء. وكان توتر نشأ أخيراً بين طرفي النزاع بعدما رفضت الحيمة تسليم أفراد أسرة أبو لحوم إذا لم يطلق أبناء القبيلة الثلاثة المحتجزون لدى الجدعان، وتحل المشكلة التي أدت إلى الخطف بصورة جذرية، بعدما مضى عليها أكثر من عشر سنين. وأكدت مصادر قبلية قريبة إلى الشيخ سنان ل"الحياة" ان الأخير كان مصراً على الحل السلمي لإطلاق ابنائه، ووافق على ما توصل إليه الاجتماع القبلي الموسع أي اللجوء إلى الرئيس علي صالح ليتدخل من أجل تجاوز المشكلة. وقالت المصادر إن أي عملية خطف ضد قبيلة الحيمة لم تنفذ بعد خطف ابناء أبو لحوم، وان وسائل اعلام وصحفاً بالغت في نشر أخبار غير صحيحة وغير دقيقة. وزادت ان دعوة الشيخ سنان إلى الاجتماع القبلي الذي ضم حوالى 950 شخصاً يمثلون كل القبائل اليمنية، كانت تهدف إلى التوصل إلى حل سلمي، ووفقاً للأعراف والتقاليد القبلية لتفويت الفرصة على "من يحاولون إثارة الفتن والضغائن بين القبائل بارتكاب أعمال مرفوضة من الجميع، في مقدمها الخطف لتسوية الخلافات أو لممارسة ضغوط". وأكدت ل"الحياة" أمس مصادر أمنية مطلعة ان الرئيس علي صالح كان يبحث عن مخرج يجنب القبيلتين نزاعاً مسلحاً، بعدما ظهرت مؤشرات في هذا الاتجاه.