منذ عام تقريباً، غاب المخرج البريطاني كين لوتش عن الأنظار. وأخيراً تبين انه كان يقيم في كاليفورنيا حيث انجز منذ اسابيع تصوير فيلمه الجديد، والذي يعمل حالياً على انجاز اشغاله التقنية، املاً في ان يكون جاهزاً للعرض أوائل أيار مايو المقبل لكي يشارك في مهرجان كان السينمائي. على صعيد الموضوع والتوجه السياسي، ليس ثمة من جديد يمكن الاشارة اليه في الفيلم الجديد للوتش. غير ان المهم هو ان الفيلم صور في الولاياتالمتحدة. بمعنى انها المرة الأولى التي يحقق فيها صاحب "اسمي جو" و"تمطر حجارة" فيلماً أميركياً. الفيلم عنوانه "خبز وورود" وهو يروي حكاية نضالية حقيقية جرت احداثها في الولاياتالمتحدة حين ناضل حراس البيوت والعمارات من اجل تكوين نقابة لهم تحمي حقوقهم. والمهم في الأمر ان اعضاء النقابة كانوا، جميعاً، من الاجانب، ولا سيما الاميركيون اللاتينيون، لأن هذه المهنة تكاد تكون وقفاً عليهم. اذن، حتى في الولاياتالمتحدة عاد لوتش الى موضوعه الأثير: اذ هناك جزء مستبعد من المجتمع ومهمش يطالب الآن بحقوقه وبالمساواة عبر عمل منظم وجماعي. ما الذي سيكون عليه مصير هذه المطالبة؟ سؤال يجب انتظار عرض الفيلم قبل ان يمكن الاجابة عليه. في انتظار ذلك يقول لاتش انه يأمل من فيلمه ان يكون صرخة ضد الظلم. وأما عن عمله في الولاياتالمتحدة فيقول انه لم يكن مريحاً، ولا سيما من ناحية التقنيين الذين كانوا يعملون معه ويسمعونه احلى الكلام ثم ما أن تعرض عليهم اعمال أفضل أجراً حتى يتركون دون اعتذار. الاميركيون بدورهم لم يستسيغوا، كما يبدو، كثيراً، وجود كين لوتش بينهم. وها هو صحافي - يساري أيضاً - في صحيفة محلية يتحدث عن كين لوتش ليقول عنه ان نواياه تبدو طيبة لكن افكاره تخطاها الزمن ومن بعيد. ولقد ختم الصحافي مقالته مشبهاً كين لوتش بسينمائي انكليزي يصر، تحت شمس كاليفورنيا الحارة، على حمل مظلة واقية من المطر.