أكد عدي النجل الاكبر للرئيس العراقي صدام حسين انه لا يرث السلطة فحسب بل كذلك ما اعتادته من "نجاحات انتخابية" اذ اعلن في بغداد فوزه في الانتخابات النيابية ب99.99 في المئة من الأصوات في دائرته الخامسة وهي النسبة ذاتها التي فاز بها صدام في استفتاء شعبي عام 1995، وتفوق عدي بما يزيد على 20 ألف صوت على منافسه الرئيس السابق للمجلس الوطني البرلمان الدكتور سعدون حمادي في الانتخابات التي أجريت اول من امس. وبفوز عدي تحكم عائلة صدام سيطرتها على السلطة، على رغم فوز حزب البعث ب165 مقعداً من مقاعد البرلمان. فبعدما أحكم قصي النجل الثاني للرئيس سيطرته على المؤسسات الامنية والعسكرية المؤثرة الحرس الجمهوري والامن الخاص، أعطى الرئيس الضوء الاخضر لنجله الاول الذي قلصت محاولة اغتياله نهاية 1996 من مكانته بوصفه "الرجل الثاني" ليسيطر على "الشكل المدني" للسلطة. وتتوقع مصادر عراقية مطلعة ان يمنح صدام المجلس الوطني صلاحيات واسعة، لا اعترافاً بدوره "التشريعي" وانما لإضفاء "شرعية" اكبر على وجود نجله الاكبر في السلطة وبما يمنح العراقيين الانطباع بأن "قيادة شابة يمثلها الدكتور عدي" قادرة على جعل احدى مؤسسات السلطة فاعلة ومؤثرة لجهة "تخفيف معاناتهم" من العقوبات الدولية. واشارت المصادر ذاتها الى ان عدي سيلجأ في ادارة اعمال البرلمان الى اسلوب ادارته لمؤسسات حكومية ومهنية: اللجنة الاولمبية العراقية ، الاتحاد الوطني لطلاب العراق، نقابة الصحافيين وغيرها، فيجعل البرلمان مؤسسة "تصدر قرارات وتنفذها ولها نظام عقوبات خاص ومهمات معلنة واخرى سرية". ولفتت الى ان هجوم عدي على جهاز المخابرات، قبل أيام، عبر جريدته "بابل" يأتي متزامناً مع "دوره القيادي" الجديد، وتعمد عدي من خلاله تأكيد ان "اي جهاز مهما بلغت اهميته لجهة تدعيمه سلطة الرئيس صدام لن يكون قادراً على التأثير في نفوذ مؤسساته". وكانت المخابرات العراقية اعتقلت تجار السجائر المهربة واطلقتهم بعد ايام "ضمن صفقة مالية"، بحسب ما اعلنه عدي في مقاله الذي اتهم المخابرات بالتحول من القضايا الوطنية الكبرى الى مطاردة المهربين. معلوم ان عدي يسيطر على أسواق تجارية كبرى في بغداد والمدن الاخرى العراقية، ومنها سوق السجائر الاجنبية. الى ذلك، لاحظ مراسل وكالة "فرانس برس" ان عدي لا يزال يعرج قليلاً متأثراً بالاعتداء الذي تعرض له في كانون الاول ديسمبر 1996 وأصيب خلاله بجروح بالغة. وظهر عدي في مكتب اقتراع في بغداد اول من امس حيث أدلى بصوته قبل اغلاق المراكز الانتخابية. وتقدم ببطء الى صندوق الاقتراع وهو يعرج قليلاً، وقال للصحافيين رداً على اسئلة عن اسباب ترشحه للانتخابات: "نريد كل الخير الممكن لهذا الشعب العظيم ورجاله الشجعان ونسائه العظيمات". ويتسلم نجل الرئيس العراقي الآن 15 منصباً، فهو قائد مجموعة "فدائيي صدام" ويرأس الى نقابة الصحافيين واللجنة الاولمبية، اتحاد كرة القدم ورابطات الشباب والطلاب، ومجالس ادارة سبع صحف اسبوعية وصحيفة "بابل" ومحطة "تلفزيون الشباب". وكتبت صحيفة "الاتحاد" العراقية امس ان عدي حصل في معظم المراكز الانتخابية على مئة في المئة من اصوات الناخبين ما يشكل "تتويجاً لمسيرته الزاخرة بالنجاحات في كل الميادين التي قادها". واعلن وزير العدل شبيب المالكي ان نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 85 - 90 في المئة من 2،9 مليون ناخب. واكد ان "عملية الانتخاب جرت في جو ديموقراطي حر، ولم تتخللها اي عقبات". وتنافس 512 مرشحاً على 220 من مقاعد المجلس الوطني ال250. اما المقاعد الثلاثون الباقية فمخصصة للمناطق الكردية الخارجة عن سيطرة بغداد، وسيُعيّن صدام النواب الثلاثين. كما اعلن فوز حزب "البعث" في الانتخابات بحصوله على 165 مقعداً من اصل 250 في المجلس الوطني العراقي. وقال في مؤتمر صحافي ان جميع مرشحي الحزب 165 مرشحاً فازوا، وبينهم عدي الذي حصل على "اعلى نسبة من الاصوات تقدر بأكثر من مئتي الف صوت كما فاز سعدون حمادي رئيس المجلس الوطني المنتهية ولايته". وأشار الى ان "18 امرأة فازت من 25 امرأة ترشحن في بغداد وبقية المحافظات". مؤكداً ان "نسبة فوز الحزبيين من اعضاء حزب البعث تعادل 66 في المئة". وزاد ان عدد النواب المستقلين في المجلس الجديد بلغ 85 نائباً.