} حلت مشاعر الخيبة محل الابتهاج في نيودلهي، مع استيعاب المضمون الحقيقي للرسالة التي وجهها الرئىس الاميركي بيل كلينتون الى اعضاء البرلمان الهندي، فيما قال احد المسؤولين الهنود إن أهمية زيارة كلينتون لن تتضح إلاّ بعدما يتحدث الى قائد الانقلاب في باكستان. حلت في نيودلهي امس الخميس، مشاعر الخيبة التي انعكست سخرية، محل فورة الابتهاج الاولية لزيارة الرئىس الاميركي بيل كلينتون، مع استيعاب المضمون الحقيقي للرسالة التي وجهها الى اعضاء البرلمان الهندي. وقال ل"الحياة" مسؤولون هنود اطلعوا على مضمون المحادثات بين كلينتون ورئىس الوزراء الهندي اتال بيهاري فاجبايي، ان وجهات نظر الطرفين لم تتفق بشأن ثلاث قضايا رئيسية: منظمة التجارة العالمية، والحد من انتشار الاسلحة النووية، وخطورة الوضع في جنوب آسيا. وقال مسؤول رفيع المستوى في وزارة العلاقات الخارجية طلب عدم الكشف عن هويته ان "الاهمية الحقيقية لزيارة الرئىس كلينتون لن تتضح الاّ بعدما يتحدث الى الجنرال برويز مشرف في باكستان"، في اشارة الى ان حكم الجانب الهندي على الزيارة مرتبط بمدى الضغط الذي سيمارسه الرئيس الاميركي على الحاكم العسكري الباكستاني. وأفادت مصادر مطلعة في نيودلهي ان الجانب الهندي اشار مرات عدة الى "رسائل مشفرة" تمكنت وزارة الداخلية الهندية من كشف محتواها، في ما يتعلق بالمجزرة الاخيرة في وادي كشمير التي راح ضحيتها 35 رجلاً من السيخ. وكانت إحدى هذه الرسائل عرضت على الرئيس الاميركي كدليل لاثبات تورط باكستان في العملية. وتضمنت حسب الاستخبارات الهندية، سؤالاً: "ماذا نفعل بهؤلاء الرجال الملتحين؟". وجاء على ما يبدو من مكان ما في باكستان: "اقتلوهم أيضاً". وأكدت مصادر وزارة الداخلية الهندية ان الرسائل اُلتقطت قبل بضعة ايام من تنفيذ العملية، الاّ ان حل الشيفرة وكشف مضمونها استغرق بعض الوقت. وعلى رغم التعليقات الودية التي صدرت عن الجانبين الاميركي والهندي في اعقاب المحادثات حول التعاون في مجالي التجارة والتكنولوجيا، بدت معالم الخيبة واضحة لدى المسؤولين في نيودلهي. وأوضحت مصادرهم ان الرئيس كلينتون لم يشجب اطلاقاً خلال الزيارة، ما تعتبره الهند انتهاكاً فظاً لحقوق الانسان من جانب باكستان، ولم يحرّك ساكناً حتى بعد اطلاعه على ما يؤكد المسؤولون الهنود انه "الدليل على تورط باكستان". لكن الرئيس الاميركي كان بعيداً امس عن هذا الجدل، اذ حرص في اليوم الثالث من زيارته للهند رويترز امس، على الابتعاد عن السياسة وتوغل في المناطق النائية للبلاد ليتعرف على ظروف العيش فيها وخصوصاً الحياة الشاقة للمرأة في الريف الهندي. وزار كلينتون قرية نايلا في ولاية راجستان شمال حيث تفقد مشاريع لتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للمرأة هناك. كما زار متنزه رنتامبوري لمشاهدة محمية نمور هندية معرضة للانقراض. واستقبلت المزارعات في نايلا الضيف الاميركي بالغناء والبسنه طوقاً من الزهور وامطرنه باوراق الورد الحمراء والصفراء. واحاطت بكلينتون الذي علق بشعره بعض اوراق الزهور حوالي 15 امرأة يرتدين الملابس الهندية التقليدية المصنوعة من الحرير. وهن يمثلن جمعيات في نايلا والقرى القريبة لمساعدة المرأة وتوفير فرص عمل لها. وسألهن الرئيس الاميركي هل يلقين مساعدة من الرجل في نشاطاتهن فرددن بالايجاب. وقالت مايا مينا البالغة من العمر 35 عاماً: "في البداية لم يكن الرجال يؤيدون البرنامج... كان ذلك قبل 15 عاماً. لكن اليوم بعضهم يؤيدنا".