اتخذت المواجهة بين الهندوباكستان طابعاً خطيراً ، اذ اتهمت إسلام آباد رجال الكوماندوس الهنود بالتسلل الى العمق الباكستاني تحت ستار من القصف المدفعي واقدامهم على قطع اعناق ثلاثة من المدنيين الباكستانيين وسرقة رؤوسهم، الأمر الذي فاقم من الموجة الشعبية العارمة المعادية لنيودلهي. وكانت المدفعية الهندية دكت مناطق سكنية في الاراضي الباكستانية المتاخمة لخط الهدنة بين البلدين، ما اسفر عن قتل أربعة عشر مدنياً واصابة خمسة آخرين بجروح. وقوبلت الهجمات بتظاهرات صاخبة في كراتشي، نددت بما وصفته ب"المجزرة" التي ارتكبها الهنود ودعت الى الثأر، كما ارتدى بعض المتظاهرين الأكفان دليلاً على الاستعداد للموت من اجل كشمير. ويأتي ذلك عشية الزيارة المرتقبة للرئيس الأميركي بيل كلينتون الى الهند وبنغلاديش، من دون ان يتخذ قرارا بشأن زيارة باكستان. ونفى امس الناطق الرسمي باسم الخارجية الباكستانية طارق الطاف في تصريحات ل"الحياة" ما تردد في الصحافة البريطانية عن مخاوف من تعرض الرئيس الأميركي لهجوم اثناء زيارته الى باكستان، مضيفاً: "طوال خمسين عاماً من تأسيس باكستان لم يتعرض اي مسؤول زارنا الى خطر، فكيف بالرئيس الأميركي الذي سنقوم بتوفير كل اشكال الحماية الأمنية له؟". وكان معهد غالوب للاستطلاعات اصدر بياناً امس اظهر ان نسبة 44 في المئة من الشعب الباكستاني لا ترى فائدة في زيارة الرئيس الأميركي الى باكستان. وابدى المراقبون قلقهم لفقدان قنوات الاتصال بين القيادتين الباكستانيةوالهندية منذ الانقلاب العسكري في باكستان في تشرين الأول اكتوبر من العام الماضي. وأكد الناطق الرسمي باسم الخارجية امس ان "لا وجود لأي اتصال بيننا وبين الهنود منذ التغيير في باكستان"، وحين لفتت "الحياة" الى ما يمكن عمله في حال ضرورة حصول اتصالات، اجاب: "من خلال السفارات".