ألغى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان، منصب ممثله الخاص في بغداد الذي أوكل إليه متابعة ملف العلاقة بين الحكومة العراقية والمنظمة الدولية. واعتبرت الأوساط الدولية الاجراء تعبيراً عن ابتعاد أنان عن ملف العراق. وأكد الناطق باسم الأمين العام، فرد اكهارت، ل"الحياة" أن أنان أبلغ مبعوثه الخاص لدى العراق، السفير بركاش شاه هذا الأسبوع ان "لا حاجة في هذا الوقت لممثل خاص في بغداد في ضوء خطة مجلس الأمن الجديدة للتفتيش والمراقبة". واستدعى الأمين العام بركاش شاه لابلاغه قرار التخلي عن خدماته وانهاء منصب الممثل الخاص، الذي انشأه أنان بعد توقيعه في بغداد مذكرة التفاهم مع الحكومة العراقية، بهدف تحسين التفاهم معها اثر أزمة تفتيش القصور الرئاسية. واعتبرت الأوساط الديبلوماسية ان قرار أنان يعني الابتعاد عن دوره في المسألة العراقية ان لم يكن التخلي عنه. وانتقدت أوساط هذا القرار بسبب مغزاه السياسي الموجه إلى بغداد، وكذلك وضع الملف العراقي في يدي هانز بليكس، الرئيس التنفيذي للجنة التحقق والمراقبة والتفتيش "انموفيك"، علماً ان العراق ما زال يرفض التعاطي مع القرار 1284 واللجنة ورئيسها. إلى ذلك يعقد الامين العام لقاءات مع المرشحين الثلاثة لخلافة منسق البرنامج الانساني هانز فان سبونيك، بهدف اختيار خليفة له الاسبوع المقبل. وكان سبونيك استقال احتجاجاً على الحظر وواجه بركاش شاه مثله انتقادات اميركية وبريطانية بسبب تصريحات اعتبرت في غير محلها، خصوصاً قول شاه ان مجلس الامن لم يصدر قراراً بانشاء منطقتي الحظر الجوي في شمال العراق وجنوبه. وفيما اعتبرت اجراءات "فرض الاستقالة" على سبونيك وانهاء مهمات بركاش شاه بمثابة خضوع من الامانة العامة للسياسة الاميركية والبريطانية، دافع مصدر في الامانة العامة عن قرار الغاء منصب ممثل أنان بقوله ان "لا حاجة له اذ انشئ للتعاطي مع تعقيدات، وبما انه لا نشاط دولياً في بغداد الآن، لا حاجة لمبعوث خاص". وعلمت "الحياة" ان بليكس سعى الى ايجاد قنوات اتصال مع الديبلوماسية العراقية ولم يلق تجاوباً لديها. ويعقد مجلس الامن اليوم جلسة علنية سعت اليها فرنسا وروسيا لبحث الوضع الانساني في العراق. واختلف اعضاء المجلس على من سيُسمح له من الوكالات الخاصة بمخاطبة المجلس.