} حرص الرئيس الاميركي بيل كلينتون على توجيه رسالة الى الهندوباكستان مفادها انهما وحدهما قادرتان على ادراك فوائد السلام، في ما وصفه محللون في نيودلهي ب "ضربة معلم اميركية في الالتباس". وعلى رغم ابتهاجه لما امكن تحقيقه بنسج علاقات افضل مع الهند باعتبارها "بلداً يشاطر اميركا قيم الديموقراطية"، لم يقدم كلينتون أي التزامات لها في ما يتعلق بنزاعها مع باكستان على كشمير. وفي المقابل لم يحقق المطالب الاميركية في مجال التسلح النووي الهندي. ابتدأ اليوم الثاني من زيارة الرئيس الاميركي بيل كلينتون الرسمية الى الهند بلقاء لمدة ساعة مع صونيا غاندي زعيمة حزب المؤتمر الهندي وانتهى بجولة في قصر تاريخي في جايبور بولاية راجستان. لكن الرسالة التي حرص كلينتون على ايصالها الى زعماء البلاد السياسيين في خطاب القاه أمام مجلسي النواب والشيوخ في نيودلي ظهر امس، كانت واضحة اذ قال: "لم آت للتوسط بين الهندوباكستان. انهما وحدهما قادرتان على ادراك ما سيجلبه لهما السلام" من فوائد. ووصف محللون هذه الرسالة ب"ضربة معلم" اميركية في الالتباس المبدع. فعلى رغم حماسة كلينتون وابتهاجه لما امكن تحقيقه بنسج علاقات افضل مع "بلد يشاطر اميركا قيم الديموقراطية"، لم يقدم أي التزامات للهند في ما يتعلق بكشمير. ولم يكن وعده تقديم الدعم "في مكافحة الارهاب" مقنعاً في الاوساط الديبلوماسية والسياسية الهندية. وقال وزير الخارجية الهندي السابق سلمان حيدر انه على رغم كونها المرة الاولى التي يتخذ فيها الاميركيون موقفاً فإنهم لم يقدموا أي تعهدات. وأشار وزير الداخلية الهندي لال كريشنا أدفاني، الزعيم الهندوسي المعروف بتشدده في حزب "جاناتا بارتي" الحاكم، الى ان "الاعتداء الاخير على اناس ابرياء في كشمير وقع تحت انظار الرئىس الاميركي. فالوضع واضح وكنا نتوقع موقفاً اكثر حزماً منهم"، علماً ان كلينتون دان المجزرة. واغتنم الرئىس الاميركي فرصة زيارته الى مواقع اثرية في شمال الهند، من بينها تاج محل في مدينة آغرا وجايبور عاصمة راجستان، للاعلان عن سلسلة مشاريع جديدة بين البلدين في مجالات الطاقة والبيئة وتغيرات المناخ. وكان من المقرر ان يشارك في مؤتمر يحضره مندوبون عن اتحاد الصناعات الهندية ووكالة المساعدات الاميركية ومنظمات أخرى كثيرة غير حكومية. وكان وزير الخارجية الهندي لاليت مانسينغ نصح خلال لقاء مع موظفين صغار الاسبوع الماضي ب"عدم الانبطاح امام الرئيس الاميركي اثناء وجوده هنا كما لو ان رجلاً ابيض سيعطينا قطع حلوى على شكل مساعدات". لكن الطريقة التي تجمهر بها اعضاء البرلمان حول كلينتون وتشبثوا بيده عندما صافحهم بعد القاء خطابه، عكست صورة واضحة عن طبيعة العلاقة بين البلدين، اذ بدا الرئىس الاميركي حقاً وبرغم كل شيء ... "بابا نويل". النووي وفي مجال التسلح النووي، دعا كلينتون الهند الى "تقديم مثال يحتذى به في العمل من اجل منع انتشار السلاح النووي". واضاف في خطابه امام مجلسي النواب والشيوخ الهنديين: "على رغم ان التجارب الهندية النووية اذهلت العالم فإن دوراً ريادياً للهند في مجال عدم نشر الاسلحة النووية سيحرك هذا العالم بالتأكيد". وقال إن "لسياسة الهند النووية انعكاسات اكيدة خارج حدودكم"، داعياً نيودلهي الى "ازالة العقبات امام تهديد الاسلحة النووية وعدم تشجيع الدول التي اختارت الا تمتلك مثل هذه الاسلحة وتشجيع تلك التي ابقت خياراتها مفتوحة". ومع اقراره بأن الولاياتالمتحدة نفسها قوة نووية وان مجلس شيوخها لم يصادق على معاهدة الحظر الكامل للتجارب النووية، اكد كلينتون ان بلاده تتقدم في مجال نزع السلاح. لكنه اوضح ان واشنطن لا ترغب في ان تملي على الهند سياستها النووية، وقال وسط التصفيق: "وحدها الهند تقرر ما هي مصالحها".