صعدت الأحزاب الباكستانية من لهجتها ضد الحكومة العسكرية برئاسة الحاكم التنفيذي الجنرال برويز مشرف وذلك عشية زيارة الرئيس الأميركي بيل كلينتون لإسلام آباد . ودعا راجا ظفر الحق القائم بأعمال حزب الرابطة الإسلامية بزعامة رئيس الوزراء المعزول نواز شريف إلى تحالف مع حزب الشعب الباكستاني بزعامة رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو المقيمة حالياً في المنفى الاختياري في لندن هرباً من المحاكم الباكستانية التي تلاحقها بتهم الفساد والرشاوى. و قال ظفر الحق للصحافيين أمس ان حزبه مستعد لإقامة تحالف مع كل القوى السياسية الباكستانية بما فيها حزب الشعب بزعامة بوتو، مضيفاً أنه يأمل أن تكون هذه آخر حكومة عسكرية في باكستان. ورحبت مصادر حزب الشعب بهذه الدعوة، فيما قال المنسق الإعلامي للحزب الكابتن واصف ل "الحياة" أمس، أن لا بد من الجلوس لمعرفة الأطر التي يمكن التعاون فيها مع الرابطة الإسلامية. لكنه اشار الى ان المعروف في السياسة هو ان "عدو الأمس صديق اليوم"، مضيفاً: "إننا نأخذ بالاعتبار المستجدا والتغيرات. وجاءت هذه التطورات في أعقاب منع الحكومة العسكرية للتجمعات السياسية و حظر النشاطات العلنية للأحزاب الباكستانية، الأمر الذي أغضب الاخيرة ودفعها إلى التقارب من بعضها البعض في مواجهة الحكومة العسكرية. وكانت بوتو دعت إلى إعادة تفعيل البرلمان الباكستاني الذي حله العسكريون في أعقاب إطاحتهم حكومة نواز شريف . ولم تستبعد مصادر باكستانية مطلعة في تصريحات ل "الحياة" أن تزداد النقمة الشعبية الباكستانية في ضوء ما اعتبر "فشل العسكر" في التعاطي مع الشؤون الداخلية، إذ أن أسعار المحروقات ازدادت مرتين منذ وصولهم إلى السلطة في تشرين الأول اكتوبر الماضي . و تعتقد هذه الأوساط أن استهداف العسكر للحزبين الرئيسيين في البلاد حزب الشعب والرابطة الإسلامية سيدفع بهما إلى التعاون وتناسي الخلافات القديمة بغية مواجهة الحكومة العسكرية .