توقعت مصادر سياسية باكستانية مطلعة تسخيناً في الحياة السياسية الباكستانية الراكدة إثر انضمام حزب الرابطة الاسلامية بزعامة رئيس الوزراء الباكستاني المعزول والمسجون نواز شريف الى تحالف المعارضة الذي يعد خصمه حزب الشعب الباكستاني بزعامة بنظير بوتو من أقوى عناصره. وقالت المصادر ان التحالف الجديد سيعمد الى تسيير تظاهرات شعبية منعتها الحكومة العسكرية الباكستانية وذلك سعياً الى اطاحة الحكومة التي جاءت الى السلطة في الثاني عشر من تشرين الأول اكتوبر العام الماضي من خلال انقلاب عسكري على شريف. وترافق اعلان هذا التحالف مع موجة تفجيرات هزت المدن الرئيسية الباكستانية وكان آخرها في معقل شريف في مدينة لاهور، أمس، حين انفجرت ثلاث قنابل في أوقات متقاربة وفي أماكن عامة، ما أدى الى مقتل طفل واصابة أكثر من أربعة وعشرين شخصاً بجروح. وكانت قنبلة أخرى انفجرت في منطقة بلوجستان أسفرت عن وقوع بعض الجرحى. أكبر تهديد للحكومة ويرى مراقبون سياسيون ان هذا التحالف يشكل أكبر تهديد للحكومة العسكرية الباكستانية اذ يضم أكبر حزبين رئيسيين في البلد، وباتت الحكومة الآن في مواجهة كل الأحزاب الباكستانية الرئيسية دفعة واحدة وفي جبهة موحدة، الأمر الذي سيضع شعبيتها على المحك. وكان التحالف الجديد أحدث انشقاقاً علنياً طالما بقي مستوراً داخل حزب الرابطة الاسلامية، حين تمكن المنشقون عن الحزب والمعارضون للتحالف مع حزب الشعب الباكستاني من السيطرة على المقر الرئيسي للحزب في مدينة لاهور. ومعلوم ان تحالف المعارضة كان تأسس لاطاحة حكومة نواز شريف، ويعد هذا التعاون بين الحزبين الأول من نوعه منذ تأسيسهما طالما نظر كل منهما الى الآخر كعدو وخصم عنيد. وأدى انضمام حزب الرابطة الى التحالف الى خروج ثمانية أحزاب صغيرة منه كان على رأسها حزب قديم منشق عن نواز شريف. ويذكر ان تحالف المعارضة كان يضم تسعة عشر حزباً باكستانياً سعت جاهدة الى اطاحة حكومة نواز شريف. وكانت بوادر التحالف والتعاون بين الطرفين بدأت في أيار مايو الماضي حين طلبت كلثوم نواز زوجة شريف من بنظير بوتو التعاون بين الحزبين. وتسارعت الخطوات في لقاءات ضمت بوتو مع راجا ظفر الحق أحد قادة حزب الرابطة في دبي.