يصل وزير التعاون الفرنسي شارل جوسلان الى بيروت الأحد المقبل، في أول زيارة لمسؤول فرنسي لها، بعد وصف رئيس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان في اسرائيل الشهر الماضي عمليات "حزب الله" بأنها ارهابية ما أدى الى استياء في لبنان. وتستمر الزيارة يومين يلتقي خلالهما رئيس الجمهورية العماد اميل لحود ورئيسي المجلس النيابي والحكومة نبيه بري وسليم الحص ونائب رئيس الحكومة ميشال المر ووزراء الاقتصاد ناصر السعيدي والثقافة محمد يوسف بيضون والاعلام انور الخليل، وينتقل بعد ذلك الى عمّان. وقالت أوساط فرنسية مطلعة ان الزيارة كانت مبرمجة من مدة طويلة، على أن يناقش خلالها جوسلان التعاون بين لبنانوعمانوفرنسا. وهو الوزير المسؤول عن الفرنكوفونية وسيتطرّق مع المسؤولين اللبنانيين الى القمة الفرنكوفونية التي ستعقد في لبنان في تشرين الاول اكتوبر 2001. ملفات سياسية لكن مصادر فرنسية مختلفة تتوقع أن يتناول جوسلان مع المسؤولين اللبنانيين الملفات السياسية على رغم انها من مسؤولية وزير الخارجية هوبير فيدرين الذي التقاه وناقش معه الزيارة، علماً أن فرنسا تفضل ان يتم الانسحاب الاسرائيلي من الجنوب بعد اتفاق شامل من أجل استقرار الاوضاع في لبنان. لكنها لم تقرّر بعد ماذا سيكون موقفها من مشاركتها في قوات حفظ السلام الدولية في جنوبلبنان في حال انسحبت اسرائيل من جانب واحد. وقد بحث فيدرين في السيناريوهات المختلفة لمرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان. لكن القرار الفرنسي لن يتخذ الا في ضوء التطورات على المسارالسوري - الاسرائيلي، ثم اللبناني - الاسرائيلي. وتتزامن زيارة جوسلان للبنان مع لقاء الرئيس السوري حافظ الاسد نظيره الاميركي بيل كلينتون في جنيف، ما يتيح له أن يتناول مع المسؤولين اللبنانيين توقعاتهم عبر هذا اللقاء بالنسبة الى المسار اللبناني - الاسرائيلي. وستكون أيضاً مناسبة اخرى للجانب الفرنسي للتذكير بأن الجانب اللبناني استخدم 50 في المئة فقط من الاتفاقات المالية بين البلدين، وقيمتها منذ العام 1992، بليون و316 مليون فرنك، منها 130 مليون فرنك هبة. وكان الرئيس الفرنسي جاك شيراك ذكّرالرئيس لحود بذلك خلال قمة مونكتون في كندا، طالباً منه ان يعمل لبنان على استخدامها وإلا ستجيّر الى دول اخرى، وتبلغ منه أن لبنان سيستخدمها. لكن مدة هذه الاتفاقات تنتهي في 30 تموزيوليو المقبل، ما يعني ان على لبنان ايجاد عقود مع الشركات الفرنسية لاستخدامها قبلاً. أما عن زيارة الرئيس اللبناني لباريس، فالدعوة الفرنسية اليه ما زالت قائمة، لكن مصادر مطلعة في رئاسة الحكومة الفرنسية كانت اكدّت ل"الحياة" انها ما زالت تبحث عن موعد لها، على رغم ان ذلك ليس من اولويات انشغالاتها. وينتقل جوسلان من لبنان الى عمان حيث يجتمع مع العاهل الاردني الملك عبدالله الذي كان التقاه خلال زيارته لفرنسا، وسيبحث في مشاريع تعاون عدة خصوصاً في قطاع المياه. اسرائيل والفرنكوفونية أما بالنسبة الى عضوية اسرائيل في الفرنكوفونية، فأكدّت الاوساط الفرنسية أن دخول بلد معيّن في هذه المنظمة يتم بتوافق جميع الاعضاء، وما دامت الدول العربية ترفض ذلك فليس في إمكان اسرائيل الانضمام اليها، علماً أن رئيس الوزراء الاسرائيلي الراحل اسحق رابين طلب الانضمام سنة 1994. وتؤكد الاوساط الفرنسية ان عضوية اسرائيل في الفرنكوفونية ستكون ممكنة في حال التوصّل الى سلام مع الدول العربية. وكان جوسبان خلال زيارته اسرائيل رحبّ برغبتها في الانتماء الى الفرنكوفونية خصوصاً أن عدد الفرنكوفونيين فيها كبير.