} تجددت المواجهات الطائفية في نيجيريا. وانتقلت الى الجنوب الشرقي حيث حصدت حوالى 450 قتيلاً، بعدما هدأت في الشمال حيث سقط مئات ضحيتها قبل اسبوع. وفي محاولة لاغلاق الباب في وجه "الفتنة"، وافق حكام الولايات الشمالية على التراجع عن خططهم اعتماد الشريعة التي جوبهت باحتجاجات عنيفة من المسيحيين. ابا، بورت هاركورت نيجيريا - رويترز، أ ف ب - أفادت مصادر الشرطة النيجيرية أمس الاربعاء، ان حوالى 450 شخصا من عرق هوسا قتلوا خلال الايام الاخيرة على ايدي عناصر من عرق ايبو مسيحيون في مدينة ابا جنوب شرقي نيجيريا. وترجع اصول الهوسا الى شمال البلاد حيث الغالبية من المسلمين. واضافت المصادر ان تعزيزات عسكرية ارسلت الى المدينة وبدأت في السيطرة على الوضع. واوضحت ان المجزرة بدأت الاثنين الماضي عندما باشر الايبو قتل المسلمين الهوسا الموجودين في المدينة انتقاماً لمجزرة ارتكبها هوسا شماليون آخرون في كادونا بحق المسيحيين معظمهم من الايبو الاسبوع الماضي. وقال ضابط في الشرطة ان اكثر من 400 شخص قتلوا خلال الشغب. الا ان الهدوء عاد صباحاً، ما مكن من جمع جثث الضحايا. ووقعت اعمال الشغب في ابا بين السكان المحليين المسيحيين والمهاجرين المسلمين من الشمال الناطقين بلغة الهاوسا ثم امتدت الى مناطق اخرى في الجنوب الشرقي. وقالت الشرطة في ابا ان عدداً من المسلمين لفظوا أنفاسهم الاخيرة في مخافر لجأوا اليها بعد اصاباتهم خلال الليل. ورفعت الاعداد الجديدة للقتلى في الجنوب الشرقي، حصيلة ضحايا العنف الطائفي في البلاد الى اكثر من سبعمئة شخص في اسبوع. وفي المقابل، قال حكام الولايات الشمالية في نيجيريا اول من امس، انهم وافقوا على التراجع عن خططهم تطبيق الشريعة الاسلامية التي كانت السبب الرئيسي في اندلاع اعمال العنف واثارت الكثير من التساؤلات حول مستقبل اكثر دول افريقيا تعداداً للسكان. وجاء قرار الحكام تجاوباً مع رغبة السلطات المركزية التي وجدت ان تطبيق الشريعة يتنافى مع مبدأ التعددية الذي يصونه الدستور النيجيري، خصوصاً وان الشمال النيجيري لا يضم سوى غالبية بسيطة من المسلمين 55 في المئة . وفي مواجهة التطورات، كررت الولاياتالمتحدة دعوتها الى الهدوء في نيجيريا. وقال الناطق باسم الخارجية الاميركية جيمس روبن اول من امس: "نود تجديد دعوتنا لجميع النيجيريين من اجل الاحترام المتبادل وايجاد سبل سلمية لحل خلافاتهم". واكد ان الولاياتالمتحدة "تدعم جميع النيجيريين من ذوي الارادة الطيبة الذين يسعون معاً من اجل حل خلافاتهم. وتدين اي استغلال للخلافات قد يسيء الى النيجيريين وهدفهم المشترك التوصل الى ارساء الديموقراطية والرفاه". وكانت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت قالت الخميس الماضي ان الاشتباكات الدامية بين المسيحيين والمسلمين في نيجيريا، ستجعل انتقال هذا البلد الى الديموقراطية اكثر تعقيداً.