} عمّ الخوف والقلق سكان الشمال النيجيري في ظل تقارير عن انقسام في اوساط المؤسسات الفيديرالية بشأن المواجهات الطائفية الناتجة عن اعتماد الشريعة في عدد من الولايات الشمالية. وتخوف كثيرون من اعمال عنف اكثر دموية في اعقاب صلاة الجمعة اليوم في ظل خطط للقيام بتظاهرات في عدد من المدن. وجاء ذلك في وقت اظهرت الحصيلة الاحدث لضحايا المواجهات التي وقعت خلال الايام الاربعة الاخيرة، سقوط اكثر من400 قتيل و500 جريح. لاغوس، كادونا، كانو - "الحياة"، أ ب، رويترز - خيمت مشاعر الخوف والقلق على نطاق واسع في شمال نيجيريا امس الخميس، في اعقاب المواجهات في كادونا بين المسيحيين والمسلمين التي أسفرت منذ مطلع الاسبوع عن سقوط مئات القتلى والجرحى، حسب تقارير اعلامية محلية سعت السلطات الى التشكيك بها. وتخوفت اوساط عدة في الشمال النيجيري من اعمال عنف ترافق صلاة الجمعة في عدد من المدن، في ظل انباء عن الاعداد لتظاهرات تأييداً لاعتماد الشريعة في ولايات عدة هناك. ولم يبدد القلق، طلب البرلمان النيجيري من المحكمة العليا دراسة قانونية اعتماد الشريعة في ولايات البلاد، بعدما اعلن وزير الاعلام النيجيري دابو سارومي ان الحكومة لن تستمع الى المحكمة، ما عكس عمق الخلاف بين القيادات النيجيرية حول المسألة. وأسهمت في تعزيز الشعور بوجود انقسامات، تقارير اعلامية عن نقاشات حادة واتهامات متبادلة رافقت جلسة البرلمان اول من امس، الاولى من نوعها التي تناقش فيها هذه القضية. ولم يفلح اجتماع لفاعليات دينية اسلامية - مسيحية في تهدئة المخاوف، إذ اصدرت بياناً عمومياً يدعو الى التعايش بسلام دون تناول جوهر الخلاف. كذلك لم تفلح في التهدئة، دعوة مماثلة وجهها الرئيس اولوسيغون اوباسانجو وهو مسيحي ملتزم، بدأ يواجه عتاباً قاسياً من ابناء طائفته على "تقاعسه في حمايتهم". وكان الرئيس قال في خطاب اذيع في وسائل الاعلام ان "الاسلام دين سلام والمسيحية تاسست من قبل امير السلام. وهاتان الديانتان تجعلان من الحب اهم اساس لهما". واجمع انصار اوباسانجو ومنتقدوه على ان هذا الكلام ليس كافياً، في وقت تواجه البلاد "مؤامرة كبيرة" قد لا تفلح في دحرها المناشدات والتمنيات. وظلت الحركة مشلولة في شمال البلاد، فيما غزّت الاشاعات والانباء عن اعمال انتقامية مخاوف الناس. وبعدما كان محصوراً في كادونا، امتد التوتر ليشمل بلدات مجاورة لها مثل كفنشان وزاريا حيث وقعت جرائم انتقامية. كذلك خيم توتر شديد في مدينة كادونا كبرى مدن الشمال، في اعقاب اشاعات عن وقوع اعمال عنف، دفعت المتسوقين في منطقة سابون غاري وأسواق اخرى الى التدافع للفرار منها أمس. وبدت المنطقة مقفرة على الاثر، فيما لم تذع أي معلومات عما حصل. وفي محاولة لاعطاء انطباع بان العنف توقف، خففت السلطات ساعات حظر التجول ليلاً، في كادونا التي كانت مسرحاً لاعمال العنف هذا الاسبوع. لكن لم يتم تخفيف الانتشار الامني الكثيف هناك. واكدت مصادر امنية وطبية وفاعليات دينية ان اعمال الشغب التي اندلعت الاثنين الماضي بعد تظاهرة قام بها مسيحيون احتجاجا على مطالبة المسلمين بتطبيق الشريعة في كادونا، اسفرت عن سقوط اكثر من 400 قتيل و500 جريح. غير ان مصادر الشرطة قالت إنها تستطيع تأكيد مقتل 100 شخص فقط، خلال المواجهات التي دمرت خلالها المساجد والكنائس والمتاجر. وأبلغت منظمة للدفاع عن حقوق الانسان في كادونا وكالة "فرانس برس" امس، ان اكثر من 400 شخص قتلوا الاثنين والثلثاء الماضيين في المواجهات بين المسلمين والمسيحيين في مدينة كادونا شمال نيجيريا. وقال شيهو ساني المسؤول في منظمة "مؤتمر الحقوق المدنية" في كادونا ان "المسلمين دفنوا غالبية قتلاهم وعددهم اكثر من 200. ويقوم المسيحيون بدفن قتلاهم ايضا" واضاف: "نزلنا الى الشوارع واحصينا اكثر من 400 قتيل". ويحتج المسيحيون الذين يشكلون 40 في المئة من سكان كادونا على عزم السلطات المحلية على تطبيق الشريعة هناك، أسوة بثلاث ولايات شمالية اخرى. ويشعرون بعدم ارتياح، مؤكدين ان نيجيريا التي يزيد عدد سكانها اكثر من 108 ملايين نسمة، دولة متعددة الاديان والاعراق. ويشيرون الى ان الدستور يصون هذه التعددية.