لكن مصادر في الرباط ذكرت ان العاهل المغربي التقى مرتين الرئيس جاك شيراك في محادثات غير رسمية. وقد عقد اللقاء الاول في المغرب في 29 تشرين الاول اكتوبر الماضي والثاني في شباط فبراير خلال زيارة خاصة قام بها محمد السادس الى فرنسا. وقال الناطق باسم الديوان الملكي السيد حسن اوريد في لقاء مع صحافيين في الرباط مساء اول من امس ان "تخصيص العاهل المغربي بأول رحلة رسمية له الى بلد اجنبي يدل على رغبتنا في تعزيز اكبر للعلاقات مع هذه الدولة". واضاف ان تكثيف هذه العلاقات يمكن خصوصاً ان يتخذ شكل "تعاون استراتيجي محتمل سيسمح لفرنسا والمغرب بتطوير مبادلاتهما التجارية على الصعيد الثنائي وفي اتجاه المغرب العربي وافريقيا ايضاً". العلاقات التجارية وعلى الصعيد التجاري، تفيد الاحصاءات المغربية الاخيرة ان فرنسا بقيت العام الماضي الشريك الاول للمغرب، اذ بلغت قيمة الصادرات 4،2 بليون دولار في مقابل واردات بقيمة 3،2 بليون دولار. واوضحت هذه الارقام ان هذه الصادرات الفرنسية شكلت 26 في المئة من البضائع التي يستوردها المغرب. وتحتل اسبانيا 5،10 في المئة المرتبة الثانية، تليها الولاياتالمتحدة 9 في المئة ثم المانيا 7 في المئة فإيطاليا 5،5 في المئة. اما في ما يتعلق بالصادرات المغربية، فتحتل فرنسا ايضاً المرتبة الاولى بين زبائن المغرب باستيراد 5،35 في المئة منها، تليها اسبانيا 4،10 في المئة فبريطانيا 9 في المئة ثم المانيا 5،5 في المئة وايطاليا 5،4 في المئة. وقال اوريد ان زيارة العاهل المغربي لفرنسا ستسمح ايضاً للجانبين بعرض عدد كبير من مواضيع الساعة مثل التعاون بين الرباط والاتحاد الاوروبي الذي وصف بأنه "غني"، وتطور العالم العربي "المنقسم" منذ حرب الخليج في 1991 والوضع في المغرب العربي. وعن الاتحاد الاوروبي، قال اوريد ان "المغرب يأمل في تجديد طلبه الانضمام الى الاتحاد الاوروبي، ونعتمد على فرنسا لدعم هذا الترشيح الذي لم يعد محرماً منذ قبول ترشيح تركيا". مشيراً الى "تطابق وجهات النظر" الفرنسية والمغربية في شأن عملية السلام في الشرق الاوسط وتنظيم الاممالمتحدة استفتاء على تقرير المصير في الصحراء الغربية. واوضح ان الملك محمد السادس سيدعو فرنسا ايضاً الى مضاعفة الجهود "لتحسين شروط الاستيعاب الاجتماعي الثقافي ل800 الف مغربي في هذا البلد، بينهم مئتا الف يحملون الجنسيتين" الفرنسية والمغربية. واضاف ان وفداً مهماً سيرافق الملك محمد السادس يضم خصوصاً وزيري الخارجية محمد بن عيسى والاقتصاد والمال فتح الله ولعلو وكاتبة الدولة المكلفة شؤون المعوقين نزهة شقروني ورئيس الديوان الملكي محمد رشدي شرايبي.