وللمخرج كامل الذي اجرى دورات تدريبية مكثفة في الاخراج في باريس والبرازيل والدانمارك، وانجز في هذه البلدان اعمالاً عدة، تجربة متنوعة شملت البرامج الثقافية والفنية مثل "وجوه من بلادي" الذي اعده واخرجه، و"الحروف تغني" مع الاعلامي الراحل رياض شرارة، وتيليفيلم "نوال" سيناريو واخراج واعمال اخرى. هنا حوار مع المخرج شربل كامل عن تجربته وواقع الانتاج التلفزيوني. وصل الانتاج التلفزيوني عشية الحرب اللبنانية عام 1975 الى مكانة بارزة وحقق انتشاراً عربياً. لكن الحرب اوقفت هذه الانطلاقة. كيف ترى واقع الانتاج المحلي اليوم علماً ان دولاً عربية عدة بات لها حضور بارز على صعيد الاعمال التلفزيونية؟ - الانتاج التلفزيوني في لبنان قبل الحرب كان غزيراً ولكن لم يكن، في اعتقادي، يحمل المستوى الفني المتميز. وجاءت الحرب فتراجع الانتاج. في المدة الاخيرة عاد الانتاج المحلي ولكن بكثافة اقل من الماضي. اما على المستوى الفني فأنني اعتقد ان اعمال اليوم تفوق فنياً الاعمال السابقة والسبب الاساسي لتحسن المستوى يعود الى بعض شركات الانتاج التي باتت تنفق الكثير من المال لإنتاج الاعمال ولا تبخل في وضع موازنة ضخمة لكن يأتي العمل متقدماً من النواحي الفنية، وربما كان هذا الاندفاع مرده التنافس على تقديم الاعمال من قبل شركات الانتاج علماً ان بعض الشركات في عدد من الدول العربية حققت تقدماً لافتاً على صعيد الانتاج. لن ادخل هنا في التسميات وفي ذكر الاعمال المحلية التي انتجت اخيراً والتي اعتقد انها توازي في ضخامتها وقيمتها الفنية اعمالاً عربية كثيرة من دول لها مكانتها، وفي الحقيقة ثمة شركات لبنانية ومحطات تلفزيونية تسخى على انتاجها وثمة محطات، ولا اعرف السبب، لا تهتم كثيراً بالانتاج المحلي. الا تعتقد ان المسلسل "المكسيكي" المدبلج اثّر سلباً ايضاً على عملية انتاج العمل اللبناني؟ - اعتقد ان وجود المسلسل المكسيكي اصبح حاجة لا بد منها لكي يستطيع الممثل في لبنان الاستمرار، كما ان المحطات نفسها كسبت منه الكثير ويمكنها اذا ارادت طبعاً الانتاج على البرامج المحلية. وفي كل الاحوال فإن قانون الاعلام اللبناني والذي لم ينفذ بعد حتى الساعة يفرض على جميع المؤسسات ان تنتج اعمالاً محلية والا يقتصر الامر على الانتاج الاجنبي اياً تكن هويته ودولته. وبعض المحطات بدأ فعلاً بالتحضير والانتاج لكي يكون حاضراً عند بدء تطبيق قانون الاعلام. واسمح لي ان اقول ان الدبلجة قدمت للممثل اللبناني خدمة كبيرة على صعيد الالقاء واللغة لأن البعض ربما لم يكن يحسن النطق بلهجة سليمة مقنعة. في الفترات الصعبة التي مرت على لبنان لم يبق اي مورد رزق للممثل سوى الدبلجة. انا اطمح طبعاً الى مسلسلات محلية وانتاج لبناني غزير واتمنى ان يكون لدينا مسلسلات يتجاوز عدد حلقاتها المائتين مثلاً وأن تكون دورة الانتاج كبيرة وشاملة لكي يصل العمل الفني التلفزيوني الى ارقى الدرجات. ما تقوله يقودنا الى السؤال عن ازمة النصوص. هل لدينا ازمة في الكتاب؟ - نعم اعتقد ان لدينا ازمة كبيرة على صعيد الكتابة للتلفزيون والسينما. الكتابة للتلفزيون تتطلب جهداً كبيراً وعلى الكاتب ان يكون صاحب رؤية، رؤية تختلف عن كاتب القصة والنص الادبي. هذه الرؤية او الخصوصية تنطلق من ربط الاحداث بمشاهد متتالية ومنطقية وتبتعد عن السرد الممل الذي يؤثر سلباً على اللعبة التسويقية. وفي كل الاحوال ان ثمة نقصاً في عدد الكتاب المميزين. في الماضي كان المسلسل المحلي يصنع نجوماً اليوم بات النجم هو المخرج او الكاتب. لماذا؟ - لا اعرف الاسباب ولكن اقول ان في لبنان بعض الكتاب لديهم سيناريوهات جميلة وأنّ ثمة مخرجين لديهم المقدرة والرؤية التي اعتقد انها توازي المخرجين في الغرب مع اختلاف اكيد في الامكانات وفي التقنيات. صحيح النجم اليوم هو القصة الحلوة والسيناريو الجيد ورؤية المخرج. الممثل من دون ادارة مخرج جيد يبقى مكانه والعمل يظهر ضعيفاً. لنتحدث عن العمل التلفزيوني "حكواتي بالصدفة" الذي سيعرض قريباً على المحطات اللبنانية والفضائيات العربية؟ - المسلسل فانتازيا تاريخية من كتابة الصحافية عايدة صعب. النص غني بالافكار وهو كتب لينفذ على جزيرة مع قراصنة يتقاتلون على ظهر السفن في عمق البحر، وهذا امر يصعب تنفيذه في لبنان، لذلك استبدلت الجزيرة بالمغارة والقراصنة بقطّاع الطرق. ويتألف العمل من ثلاثين حلقة مكتوبة بالفصحى، مدة الحلقة نصف ساعة وهو يتضمن الكثير من المشاهد والتقطيعات وصوّر في اماكن عدة ومع وحشد كبير من الممثلين يتجاوز عددهم ال400 ممثل. وقد صور بكاميرا واحدة على الطريقة السينمائية ووضع الموسيقى التصويرية للعمل الفنان زياد الرحباني اضافة الى موشحات اندلسية قديمة ادرجت في العمل تولى بديع عفارة اعدادها وتوزيعها. ماذا عن الممثلين والادوار؟ - لم اهتم كثيراً بالاسماء بقدر ما اهتممت بوضع الممثل المناسب في الدور المناسب واضطررت في بعض الاحيان خلال التمارين والقراءات الجماعية ان اعدل في الادوار بين الممثلين لكي يأتي الاختيار ملائماً. ومن الاسماء التي تشارك في العمل ليلى حكيم احمد شبارو وخالد بوتاري وصلاح مخللاتي وشربل اسكندر واماليا ابي صالح وجوزف ابو دامس وبول سليمان وناجي شامل وآخرين. ماذا عن اماكن التصوير. هل واجهت صعوبة في اختيار الاماكن التي تتناسب مع مضمون النص؟ - وجدت صعوبة كبيرة في ايجاد المغارة وفي ايجاد الشوارع الترابية والمنازل القديمة والمحكمة والسجون والاسواق القديمة. لكن ادارة الانتاج في محطة التلفزيون الجديد وضعت امكانات مالية كبيرة لتأمين البديل وفي توفير كل الشروط التصويرية والتنفيذية للعمل. اخيراً متى سيعرض المسلسل؟ - العمل سيجهز بعد اسابيع معدودة وهو ملك لمحطة "تلفزيون الجديد" ولها ان تحدد موعد بثه.