علمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية مطلعة في باريس أن السفير الأميركي لدى لبنان ديفيد ساثرفيلد أجرى محادثات في العاصمة الفرنسية أول من أمس مع مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في وزارة الخارجية الفرنسية السفير ايف اوبان دو لاميسوزيير، تناولت آفاق المسار الإسرائيلي - اللبناني. وسبقت المحادثات مشاورات أوسع في شأن كل مسارات التفاوض، أجريت في برلين مطلع الأسبوع، على هامش ندوة معهد "يو. اس كاونسيل فورين ريليشن" الذي يرأسه هنري سيغمان. وشارك في المشاورات مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط ند والكر ومساعدة الوزيرة طوني فرشتنديغ والسفير الأميركي لدى لبنان، ومدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية ومساعده اندريه باران، ومدير قسم الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية ديريك بلاملي والمساعد المسؤول عن ملف عملية السلام كريستوفر برنتيس، ومدير دائرة الشرق الأوسط في الخارجية الألمانية فن هوسلا. وركزت مشاورات برلين على كل مسارات عملية السلام في الشرق الأوسط، واحتمالات الانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان من دون اتفاق، وهل سيتم حتى الحدود الدولية، أي حدود 1923، أم ان إسرائيل ستحتفظ ب"شريط أمني" داخل الأراضي اللبنانية. وقالت المصادر ل"الحياة" إن هناك وجهات نظر مختلفة في إسرائيل حيال هذه المسألة، إذ تفضل وزارة الخارجية الانسحاب الكامل من الجنوب، في حين يحبذ بعض أركان الجيش انسحاباً من دون اتفاق مع ابقاء "شريط أمني" داخل لبنان. وتابعت المصادر ان الولاياتالمتحدة وفرنسا تدركان أخطار انسحاب غير كامل ومن دون اتفاق، وترى الإدارة الأميركية ان ابقاء "شريط أمني" سيعطي "حزب الله" مبرراً لاستئناف عملياته. إلى ذلك، علمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان السفير الأميركي لدى لبنان أبدى تفاؤلاً حذراً ازاء معاودة المفاوضات بين سورية وإسرائيل، معتبراً أن احتمالات استئنافها تعادل نسبة خمسين في المئة، وان فرص العودة إلى طاولة التفاوض ستبقى قائمة لبضعة أسابيع. وكانت مصادر أميركية مأذون لها أكدت ل"الحياة" ان الجيش الإسرائيلي سيبدأ الشهر المقبل الإعداد للانسحاب من لبنان، مما يعني ان المفضل استئناف المفاوضات بين سورية وإسرائيل خلال الأسابيع القليلة المقبلة. ونقلت مصادر عن مسؤولين أميركيين ان من الضروري لرئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود باراك أن يعرف في وقت ما هل سيتم الانسحاب في إطار اتفاق متفاوض عليه أم من جانب واحد، لأن الاجراءات التي ستتخذ في الحالتين ليست متماثلة. ورأت المصادر ان باراك إذا اراد انجاز انسحابه بحلول 7 تموز يوليو المقبل، مثلما تعهد، عليه ان يعرف في موعد أقصاه أيار مايو الشروط التي سينفذ فيها هذا الانسحاب. وقالت إن المشاورات بين دو لاميسوزيير وساثرفيلد تطرقت إلى لجنة مراقبة "تفاهم نيسان". يذكر ان وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيديرن أجرى في باريس محادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان تناولت احتمال انسحاب إسرائيل من جنوبلبنان من دون اتفاق، والسيناريوات المتعلقة بهذه الخطوة والتي تدرسها الأممالمتحدة. وقال مصدر فرنسي مطلع ل"الحياة" إن باريس لم تحدد بعد موقفها من المشاركة أو عدم المشاركة في التدابير الأمنية في حال نفذ انسحاب إسرائيلي من دون اتفاق، لكنها جددت استعدادها للمشاركة في إطار اتفاق شامل وبطلب من الأطراف المعنية، لأنها تدرك الأخطار التي ستترتب على انسحاب من ذلك النوع.