كشف وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين في رده على سؤال ل"الحياة" في برنامج إذاعي في باريس امس ان فرنسا تعمل حالياً على ايجاد صيغة لعودة المفاوضات السوية - الاسرائيلية، مضيفاً ان هذا العمل يتم حالياً وبصورة مباشرة. وقال: "اسمحوا لي ألا أعطي التفاصيل حول ذلك، فنحن نبذل محاولات حالياً وجهودنا قائمة بالتنسيق والتكامل مع الولاياتالمتحدة وينبغي ان نجد صيغة تسمح للرئيس السوري حافظ الأسد وأيضاً لرئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك بأن يبدآ بالعمل للإعداد للمستقبل من دون ان يعيق ذلك الشرط المسبق لبدء المفاوضات. نحن نعمل حالياً على ذلك وسيكون لي مناسبة للحديث عن ذلك". من جهة أخرى، علمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان السفير الأميركي في لبنان ديفيد ساثرفيلد اطلع من المسؤولين الفرنسيين خلال زيارتهم للبنان يوم الجمعة على نتائج زيارة فيدرين للبنان والى سورية، ولاحظت الأوساط الفرنسية ان التقويمين الاميركي والفرنسي حول المسار السوري - الاسرائيلي وحول عدم توافر الشروط بعد لإطلاق هذا المسار متوافقان وان المحاولات الاميركية والفرنسية لدفع هذا المسار لم تتوصل بعد الى الصيغة الملائمة لتخطي شرط سورية المسبق لاستئناف المفاوضات والمتعلق بالانسحاب الاسرائيلي الى خط 4 حزيران يونيو 1967 لعودة المفاوضات، وهو ما يرفضه باراك. ولدى الأوساط الدولية مخاوف كبرى بالنسبة الى الأوضاع في جنوبلبنان واحتمال تدهورها بشكل خطير في غياب تقدم على المسار السوري - الاسرائيلي. وأثار الجانبان الفرنسي والاميركي هذا الموضوع خصوصاً وان الجانب الاميركي سيتولى قريباً رئاسة مجموعة مراقبة وقف اطلاق النار. وعن احتمال انسحاب اسرائيلي أحادي الجانب من لبنان وتخوف اللبنانيين من ذلك، قال فيديرين رداً على سؤال ل"الحياة" في حديثه الاذاعي امس "انني على قناعة ان السيد باراك يريد اخراج الجيش الاسرائيلي من الوضع في لبنان، ولكنه يريد الانسحاب مع الاحتفاظ بوضع آمن لشمال اسرائيل وهو يفضل ان يتم الانسحاب في ظل اتفاق مع سورية ولبنان، ولكن اذا تعذر ذلك فإنه سينسحب على أي حال"، ورداً على سؤال عن مستقبل حزب الله قال: "في حال التوصل الى اتفاق راسخ ومتين يشمل كلاً من لبنان وسورية فإن كل القوى في المنطقة ستنتقل للعمل في المجال السياسي". وأضاف ان الجميع في المنطقة يفضل انسحاباً على اساس اتفاق شامل مع لبنان وسورية، بل ان باراك يقول انه يفضل ذلك، لكنه غير مرغم على التصرف وفقاً لهذا الاحتمال، أما نحن من جانبنا فإننا نفضل ان يكون هناك اتفاق لأنه سيؤدي الى وضع أكثر استقراراً. ورأى "ان العمل الديبلوماسي من الآن وحتى تموز يوليو المقبل ينبغي ان يتركز على تحويل هذه الرغبة الى حل ايجابي".