وصف وزير الخارجية الاسباني ابيل ماتوتيس احداث العنف التي تعرض لها الاسبوع الماضي مهاجرون مغاربة في بلدة ايل اخيدو الإسبانية بأنها "غير مقبولة" وتتعارض وروح المجتمع الاسباني. واشار الى ان العنف العنصري المعادي للمهاجرين خلّف ضحايا في اوساط المغاربة وخسائر في الممتلكات. وقال ان حكومة بلاده "ملتزمة معالجة مشكلة الهجرة". وكانت المدينة الإسبانية مسرحاً لعمليات عنف وتظاهرات ضد الجالية المغربية فيها والتي تُقدّر بنحو 20 في المئة من إجمالي عدد السكان. وبدأ العنف إثر إعتقال الشرطة مغربياً وُصف بأنه مُختل عقلياً، بتهمة قتل إمرأة إسبانية. وأُعلن في الرباط ان السيدة عائشة بلعربي العلوي، كاتبة الدولة في الخارجية المغربية، اعتبرت خلال زيارة قامت بها هذا الاسبوع لمدريد ان الاحداث التي شهدتها المدينة الإسبانية تمثل ازمة في العلاقات بين البلدين. وطالبت الحكومة الإسبانية بتنفيذ اتفاقات حماية المهاجرين واسرهم. وابدت اسفها للموقف "العنصري" الذي عبر عنه قطاع في الرأي العام الاسباني، في اشارة الى دعوات الى ترحيل المهاجرين واعاقة حركة مرور الشاحنات المحملة بالمنتجات الزراعية المغربية. وقالت المسؤولة المغربية: "يجب النظر الى الموضوع من وجهة الروابط الانسانية". ودعت الرعايا المغاربة في اسبانيا الى التزام الهدوء وضبط النفس. وقالت ان الاحداث تعكس "ازمة العنصرية وكراهية الاجانب" التي تمثلت في ملاحقة الرعايا المغاربة وتدمير ممتلكاتهم. وقالت موجهة كلامها للوزير ماتوتيس: "علينا ان نعرف بعضنا بصورة افضل حتى نتمكن من التفاهم". ورد رئيس الديبلوماسية الاسبانية بالقول ان "قوة المصالح المشتركة والعزم الاكيد لدى الحكومتين سيمكننا من تجاوز الصعوبات الظرفية المؤسفة". لكنه اقر بوجود مشاكل في العلاقات بين البلدين، قائلاً: "يجب تجاوز المشاكل في اي حال ويجب التدخل بقوة لفرض احترام القانون". وخلص الى القول: "ما يزال يجب قطع طريق طويلة". وفي الإطار نفسه، عبّر رئيس اللجنة الاوروبية رومانو برودي عن "قلقه العميق بخصوص الاحداث العنصرية العنيفة" في إسبانيا. وقال انه تلقى "بارتياح تصريحات السلطات الاسبانية" في خصوص هذه الاحداث. واعرب عن تنديده الشديد بكل اشكال العنصرية وكراهية الاجانب، مضيفاً ان مثل هذه السلوكات يُخالف مبادئ الاتحاد الاوروبي نفسه. في غضون ذلك، افادت مصادر اسبانية ان نحو 52 الف مزارع اسباني في جزر الخالدات تظاهروا احتجاجا على استيراد الاتحاد الاوروبي للطماطم المغربية. وطالب المتظاهرون الاتحاد الاوروبي بفرض رخصة الاستيراد على الطماطم المغربية.