أكد مصدر ديبلوماسي افريقي امس ل "الحياة" ان اوغندا احيت اخيراً مشاريع مائية كانت اتفقت مع اسرائيل قبل سنوات على تنفيذها في شمال شرقي البلاد. وقال ان اتفاقاً جديداً وُقع في هذا الشأن خلال زيارة وفد من وزارة الزراعة الاسرائيلية للعاصمة الاوغندية كمبالا مطلع الشهر الجاري. وعبر المصدر نفسه عن اعتقاده بأن "هذه المشاريع التي حرصت اوغندا على التأكيد بأنها لري عدد من المقاطعات التي تعاني من الجفاف، ستستخدم المياه المتدفقة الى بحيرة فكتوريا، الامر الذي سيؤثر في نقص المياه المتدفقة من تلك البحيرة الى النيل الابيض الذي تجري مياهه الى السودان حيث تلتقي في الخرطوم بمياه النيل الازرق الآتي من اثيوبيا وتواصل جريانها الى مصر. واوضح المصدر ان الوفد الاسرائيلي الذي زار كمبالا اخيراً، ضم خمسة من كبار موظفي وزارة الزراعة والتنمية الريفية برئاسة مدير الري في الوزارة موشي دون غولين. واضاف ان الوفد اجرى سلسلة من الاجتماعات مع مسؤولين اوغنديين كان ابرزها مع وزير الزراعة والمصائد ويلبرفورس كيسامبا موغيروا الذي سلم الاسرائيليين نسخة من خطة خمسية اوغندية لتحديث القطاع الزراعي، ووقع الاتفاق المائي معهم. ويتضمن الاتفاق تنفيذ مشاريع ري في عشر مقاطعات تقول اوغندا انها الاكثر تضرراً بالجفاف. كما ينص على ايفاد بعثة اوغندية من هذه المقاطعات الى اسرائيل لاستكمال درس المشاريع التي تقع معظمها في مقاطعات شمال شرقي البلاد قرب الحدود الاغندية المشتركة مع السودان وكينيا. ويجري نهر النيل وروافده في تسع دول هي مصر والسودان واثيوبيا وكينيا واوغندا وتنزانيا ورواندا وبوروندي وزائير، لكن مصر والسودان اكثر مستفيدتين منه إذ تستخدمان نحو 88 في المئة من مياهه التي تنبع من مصدرين اساسيين هما ننجا قرب بحيرة فيكتوريا في اوغندا وبحيرة تانا في اثيوبيا. وتوجد اتفاقات بين دول المصب تمنع اي دولة من إقامة مشاريع من دون التشاور المسبق في ما بينها. ويستبعد المصدر الافريقي نفسه، ان تكون كمبالا ابلغت شركاءها عن اتفاقها الاخير مع اسرائيل. الى ذلك، كانت نشرة "ذي انديان اوشن نيوز لاتر" الفرنسية ذكرت في نشرتها الشهر الماضي، ان اسرائيل اعلنت انها مهتمة في مشاريع الري في مقاطعة كاراموجا الاوغندية قرب السودان. ونقلت عن دائرة تنمية المياه الاوغندية، انه يمكن ري اكثر من 247 الف هكتار من الاراضي الاوغندية عبر استغلال 5،2 بليون متر مكعب سنوياً، في حين ان المياه المُستخدمة حالياً لا تزيد عن 207 مليون متر مكعب فقط تروي نحو 32 ألف هكتاراً من الارض. ويُخشى ان تتسبب المشاريع المائية الاوغندية بأزمة جديدة بين اوغندا وعدد من دول حوض النيل، خصوصاً مصر والسودان بسبب تورط اسرائيل في المشاريع، الى جانب احتمال تأثيرها في حصة البلدين من المياه.