أنهت "المؤسسة العامة للاتصالات" في سورية تنفيذ مشروع توسيع شبكة الانترنت التجريبية الحالية بإضافة 2000 مشترك جديد تمهيداً لتوسيعها بشكل أكبر خلال السنة الجارية لتصبح قادرة على خدمة 50 ألف مشترك. وتوقعت مصادر اقتصادية "ان يطرح المشروع الدائم لشبكة الانترنت والذي سيكون بسعة 50 ألف مشترك قابل للتوسع إلى 200 ألف، كمناقصة للقطاع المشترك والخاص"، مشيرة إلى أن "كلفة المشروع تصل إلى حدود سبعة مليون دولار". يذكر ان التوسيع الحالي تم عبر هبة قدمتها شركة "شل" النفطية بقيمة 100 ألف دولار بهدف إزالة الاختناقات الحاصلة على الشبكة التي تستوعب ثلاثة آلاف مشترك. في حين تبلغ الطاقات المستخدمة لها حوالى 10 آلاف مشترك. ويشير خبراء إلى ان "حماسة رجال الأعمال السوريين والشباب لشبكة الانترنت تجعل من المستحيل على الشبكة التجريبية استيعاب طلباتهم، مما يضطرهم إلى الدخول عن طريق لبنان أو الأردن". ويقول أحد المستخدمين: "على رغم اشتراكي في الخدمة عبر المؤسسة العامة للاتصالات، إلا أنني لا ازال اتصل ببيروت لتأمين الدخول بالسرعة المطلوبة". ورأى أحد الخبراء ان "الطلب الكبير أدى إلى البطء الشديد، إذ يضطر المشترك للانتظار ساعات لتأمين اتصاله وهذا لا يناسب الشركات ورجال الأعمال ولهذا يلجأ كثيرون إلى خط بيروت بانتظار المشروع الدائم. ويقدر عدد السوريين المشتركين بالانترنت عبر لبنان ب25 ألف مشترك، وتبلغ كلفة الاتصال بالشبكة عبر لبنان أو الأردن حوالى 36 ليرة للأردن و17 ليرة عبر بيروت، إضافة إلى الغرامة المالية التي يتحملها المتصل في حال انكشاف أمره واحتمال قطع خط هاتفه عند تكرار المخالفة. وتشير الأرقام إلى أن عدد المشتركين بالانترنت عبر لبنان قبل ان تبدأ الشبكة التجريبية السورية، كان لا يتجاوز الخمسة آلاف مشترك، وارتفع بعد دخول الخدمة إلى سورية إلى 30 ألفاً. ويرى الخبراء أن عوامل عدة ساهمت في زيادة الطلب بصورة سريعة خلال الفترة الماضية في مقدمها جهود "الجمعية السورية للمعلوماتية" التي يرأسها الدكتور بشار الأسد، والذي يعتبر من أشد المتحمسين لدخول التقنيات الحديثة إلى البلاد، والذي يرى أن الطريقة الأنسب تكون عبر "الدخول بصورة تدرجية". ويقول أحد أعضاء الجمعية إنها "قامت بنشاطات مهمة في مجال نشر الثقافة المعلوماتية يأتي في مقدمها اطلاق المشروع الوطني المجاني لنشر المعلوماتية والذي أثمر عن تدريس أكثر من 100 ألف مواطن لاستيعاب تكنولوجيا المعلوماتية وتعلمها"، إضافة إلى افتتاح عدد من القاعات التي تقدم فيها خدمة الانترنت والتي تعرف باسم "مقاهي الانترنت". وكانت مصادر مطلعة توقعت ان يشمل التغير الحكومي الجاري حالياً في سورية استحداث وزارات جديدة. إذ ربما استحدثت وزارة مستقلة للمعلوماتية والبحث العلمي برئاسة أحد اعضاء "الجمعية المعلوماتية السورية".