ناشد الرئيس الأميركي بيل كلينتون سكان كوسوفو وضع حد لأحقاد الماضي، وأكد على ألبان الاقليم الكف عن أعمال الانتقام ضد الصرب. واعتبرت بلغراد الزيارة حدثاً هامشياً لا يستحق العناية، لكن الألبان وصفوها بالحدث المشرف والتاريخي. وزار كلينتون الاقليم وسط اجراءات مشددة شملت اغلاق مطار العاصمة بريشتينا أمام الرحلات منذ الأحد الماضي، إضافة إلى نشر دوريات الجنود والشرطة الدوليين في الطرق الرئيسية وتفتيشها، وتم اختيار الصحافيين الذين تابعوا تحركات كلينتون عن قرب بدقة. وأعلن الناطق باسم القوات الدولية أنه تم الاستيلاء على كمية كبيرة من الأسلحة في منطقة كلينا وسط كوسوفو. والتقى كلينتون في مطار بريشتينا مع مسؤول الإدارة المدنية برنار كوشنير وقائد قوات حفظ السلام الجنرال كلاوس راينهارد وغيرهما من كبار المسؤولين الدوليين، إضافة إلى زعماء الألبان والصرب. وألقى كلمة في حشد من السكان الألبان في مدينة اوروشيفاتس وفيها القاعدة الرئيسية للقوات الأميركية، داعياً إلى التعايش السلمي بين أعراق الاقليم. وخاطب الألبان قائلاً: "لا أحد يرغمكم على نسيان الظلم الذي لحق بكم والصفح... ولكن عليكم ان تحاولوا ذلك، ولا تغرسوا الكراهية في عقول أطفالكم". وأوضح ان "الأطفال في جميع أنحاء العالم هم الذين يحملون عبء الحقد الأعمى لآبائهم، ولكن لا ينبغي ان يكره الأطفال أولئك الذين يختلفون عنهم". وأكد على أن واشنطن لا تقبل بالصراع القائم في الاقليم، وحذر الألبان "من مغبة اسلوب تصفية الحسابات ضد السكان الصرب". وتفقد القوة الأميركية، وشاركهم الغداء الخاص في مناسبة عيد الشكر. وخلال الزيارة سعى الألبان إلى إظهار امتنانهم للجهود التي بذلها الأميركيون لمساعدتهم، ورفعوا الحواجز التي أقاموها منذ ثلاثة أشهر عند مداخل مدينة اوراخوفاتس جنوب الاقليم لمنع الوحدات الروسية التي يتهمونها بالتحيز للصرب من الانتشار في المنطقة. ونشرت صحيفة "كوسوفاصوت" التي يشرف عليها الزعيم الألباني هاشم ثاتشي في عددها أمس في صفحتها الأولى صورة ملونة لكلينتون كتبت عليها كلمات الترحيب باللغتين الانكليزية والألبانية، كما نشرت تعليقاً على الزيارة وصفتها بأنها "تمثل شرفاً عظيماً للألبان". ولم يصدر أي بيان عن حكومة يوغوسلافيا، كما ان وسائل الاعلام الصربية لم تهتم بالزيارة، وأشارت إليها صحيفة "بوليتيكا" شبه الرسمية الصادرة في بلغراد أمس، إلى أنها "حدث هامشي لا يستحق العناية". وجاء رد الفعل الصربي شبه الرسمي الوحيد عن ناطق باسم فرع كوسوفو للحزب الاشتراكي الحاكم في صربيا، الذي أشار إلى معارضة الاشتراكيين زيارة "عدو صربيا ويوغوسلافيا، الذي يشجحع الارهابيين الألبان لمواصلة العنف ضد سكان كوسوفو الصرب". ووصف زيارة كلينتون بأنها تمثل انتهاكاً لسيادة يوغوسلافيا "التي يعتبر قرار مجلس الأمن اقليم كوسوفو جزءاً من أراضيها". وفي كوسوفو، أفادت عضو المجلس الوطني الصربي رادا ترايكوفيتش أن الصرب "ينتظرون بفارغ الصبر أن ينفذ كلينتون ما وعد به زعماء الصرب الذين اجتمع بهم، بإحلال الوفاق العرقي والعمل على عودة جميع النازحين إلى ديارهم، وعدم السماح بهيمنة عرق على الاقليم".