يواجه اقليم كوسوفو خطر الانقسام تلقائياً الى مناطق واحياء داخل المدن، إثر الفرز السكاني الناتج عن تجمع الأعراق في أماكن محددة بسبب التوترات المتصاعدة بينها. وفي منطقة اوروشيفاتس جنوب وسط الاقليم التي يعتبرها الصرب ضمن أراضي ميتوخيا ميدان الأديرة وتضم عدداً من معالمهم القديمة في كوسوفو، أفاد زوران ستايكوفيتش ان "الصرب ومعهم جماعات من السكان الأتراك والبوشناق والغجر والألبان المعارضين للارهاب والانفصال، تجمعوا في أكثر من عشر بلدات وقرى ونظموا أنفسهم لمقاومة أي هجوم الباني عليهم". وأشار الى أن هذا التكتل اثبت فاعليته "ذلك ان المنطقة لم تتعرض لاعتداءات البانية حتى الآن". وفي بريشتينا، ذكر اغيم محمودي 65 سنة ان عاصمة الاقليم "أخذت تقترب من التقسيم بعدما انتقل معظم الصرب الى المناطق الجنوبية والغربية حيث توجد كثافة صربية، خصوصاً في ضاحية كوسوفوبوليي". وأشار الى أن المشكلة تكمن في كثرة الجماعات غير المنضبطة في صفوف الأطراف، جميعها، اضافة الى عدم التفريق في المسؤولية "اذ أخذت الغالبية من الصرب المدنيين تدفع فاتورة حساب الاقلية المذنبة". وأكد اغيم ان عائلته غادرت الى مقدونيا أثناء النزوح الألباني في حين ظل هو في بريشتينا واقتحم 17 شرطياً منزله. وقال: "تخلصت من شرهم باعطائهم مبلغ 600 مارك الماني". وأضاف: "امعنت النظر بهم جيداً فلم أجد بينهم أحداً ممن أعرفه من شرطة بريشتينا ولعلهم من الذين جاؤوا من خارج كوسوفو". وفي غرب الاقليم حيث مدينة بيتش التي يوجد الى الغرب منها مقر البطريركية الارثوذكسية الصربية القديمة الذي شيد في القرن 13، أصبح المكان تجمعاً لكل صرب المنطقة بعدما انتقل اليه من بلغراد قبل أيام البطريرك الصربي بافلي لحض الصرب على البقاء في كوسوفو. وقال: "من السهولة مغادرة بلغراد. ولكن من العسير التخلي عن كوسوفو". وفي مدينة ميتروفيتسا "شمال غربي الاقليم"، نزعت القوات الفرنسية العاملة في "كفور" فتيل مواجهة بين الألبان والصرب بمساعدة كل من المبعوث الخاص للأمم المتحدة سرجيو دي ميلو والمسؤول السياسي لجيش تحرير كوسوفو هاشم ثاتشي، عندما تم اقناع الألبان الغاضبين بعدم تسيير مسيرة احتجاجية عبر شوارع الشطر الذي يقطنه الصرب من المدينة. لكن هذا النجاح لم يغير من حال ميتروفيتسا التي أصبحت مقسمة فعلاً الى شطرين: الباني وصربي، يفصل بينهما نهر "سيتنيتسا". وما حصل في ميتروفيتسا، يعيد الى الذاكرة ما آلت إليه مدينة موستار البوسنية التي انقسمت الى شطرين: غربي كرواتي وشرقي مسلم، يفصل بينهما نهر "نيريتفا"، على الرغم من ان المسلمين والكروات يعيشون في كيان بوسني واحد هو الاتحاد الفيديرالي، حسب اتفاق دايتون. واخفقت الجهود الدولية التي مضى عليها أكثر من ثلاث سنوات ونصف السنة وتطلبت مئات الملايين من الدولارات الأميركية والماركات الالمانية، في انهاء التقسيم في موستار الذي ترسخ مع الأيام بدل أن يلين على الرغم من تعاقب المشرفين الدوليين على المدينة. ووصلت الأمور الى حد صار التقويم ان "لا جدوى من العمل لإعادة توحيد موستار".