استنكر "المؤتمر الوطني لدعم المقاومة في لبنان" الذي عقد امس في بيروت "العدوان الاسرائيلي المستمر على ارضنا وشعبنا والدعم الاميركي له". المؤتمر عقد تحت عنوان "لبنان كله مقاومة" في رعاية رئيس الجمهورية اللبنانية إميل لحود وبدعوة من الاحزاب والقوى الفاعلة ومشاركة جمع من الشخصيات. وافتتحه ممثله وزير الداخلية ميشال المر الذي اكد ان "اي انسحاب اسرائيلي هو نتيجة لأعمال المقاومة التي اسقطت اسطورة التفوق العسكري، ولا يعني تحقيق السلام، انما يفضح نيات اسرائيل لإفشال عملية السلام على كل المسارات وعدم رغبتها في اقرار السلام الشامل والعادل وهذا يعني الهروب من السلام". واعتبر ان "الاسرائيليين يمارسون في عدوانهم على اللبنانيين ما يدّعون انهم تعرضوا له خلال الحرب العالمية، ولا يوفرون مناسبة للتهديد والوعيد. لكن الرئيس لحود، وبصوت عال، رد على كل هذه التهديدات وقال: انهم يهددون بما هم عاجزون عنه اي احراق تراب لبنان. فتراب لبنان لا يحرق ولا يغرق لكنه تراب أغرق اسرائيل بما لم تكن تتوقعه". وتحدث النائب علي حسن خليل باسم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، فأكد ان "المقاومة نقطة اجماع داخلية، وقد فشلت محاولات الضغط على لبنان ولن تؤثر في مواقفه وفي وحدة المسار والمصير مع سورية". ولفت الوزير عصام نعمان باسم رئيس الحكومة سليم الحص الى ان "صمود الشعب والمقاومة هو الذي حرّك العرب مناصرين للبنان". وتمنى على مؤتمر وزراء الخارجية العرب ان "يخرج بمقررات تشكل دعماً حقيقياً للموقف اللبناني وللمقاومة ولوحدة المسار مع سورية". وألقى كلمة الاحزاب والقوى اللبنانية رئيس حزب الكتائب المحامي منير الحاج الذي شدد على ان "اي انسحاب اسرائيلي قد يحصل هزيمة لإسرائيل امام ضربات المقاومة". ولفت الى "ضرورة خروج المؤتمر الوزاري العربي من مداره الكلامي". وألقى الأمير حارس شهاب كلمة البطريرك الماروني نصرالله صفير، وأكد فيها ان "المقاومة حق كل شعب احتلت ارضه وانتهكت سيادته وواجبه". وقال ان "توحد اللبنانيين في احتضانهم للمقاومة والذي عبر عنه الرئيس لحود اكثر من مرة، يزيد مجتمعنا صلابة ومناعة في مواجهة تحديات المرحلة المقبلة، وكلنا يقين ان وحدتنا طريقنا الى الخلاص وخصوصاً وحدة العمل والتوجه الوطني بين الحكم والشعب". اما التوصيات التي تلاها الوزير السابق غازي سيف الدين فشددت على دعوة الدول العربية الى "استجابة نداءات لبنان ومقاومته بكل السبل"، مطالبة المؤتمر الوزاري "باتخاذ خطوات عملية تشكل وسائل ردع وضبط لاسرائيل". نشاط ومواقف الى ذلك، عرض الرئيس إميل لحود مع المدير العام للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية بدر الحميضي، يرافقه السفير الكويتي في لبنان محمد سعد عودة الصلال ورئيس مجلس الانماء والاعمار محمود عثمان، المساعدات التي يقدمها الصندوق الى لبنان. وتلقى لحود برقية دعم من الامانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب تدين "الاعتداء الصهيوني المتواصل على أرض لبنان الشقيق"، وتعلن "تطوّع الاتحاد للدفاع عن لبنان حيث تقتضي المواجهة"، واستعداده "للتبرّع بالدم لاشقائنا في لبنان لان التاريخ لا يكتبه المترفعون المتخاذلون وإنما يُكتب بالتضحية والفداء والصبر والمواجهة". واعتبر النائب فارس بويز، بعدلقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير، ان قرار الحكومة الاسرائىلية الانسحاب من جنوبلبنان غير واضح قائلاً "اذا تمّ من دون تنفيذ القرار الدولي الرقم 425 فسيبقى الفتيل مشتعلاً". ورحّب بانعقاد وزراء الخارجية العرب في بيروت، داعياً الى "الخروج بمقررات عملية لان الجنوب هو جبهة العرب، واذا سقط هذا الخط فسيصل الامر الى العمق العربي سياسياً واقتصادياً". ورأى "ان الأمل بحصول السلام يبدو اليوم أقل مما كان في لاشهر السابقة". وقال رئيس حزب الوطنيين لاحرار دوري شمعون، بعد لقاء صفير، "ان أي انسحاب اسرائيلي يجب ان يتم عبر تنفيذ القرارين الدوليين الرقمين 425 و426، ومن دون ذلك فانه سيسبب المشكلات للبنان". وعلّق التيار الوطني الحر العوني على موقف لحود، أول من أمس، "بان اللبنانيين فهموا ان في لبنان عشرات الآلاف من المسلحين الفلسطينيين الراغبين في العودة، وان الدولة اللبنانية غير راغبة أو عاجزة عن اتخاذ الاجراءات الامنية اللازمة لمنعهم من اطلاق النار على الاراضي الاسرائىلية بعد الانسحاب الاسرائيلي". واضاف التيار، في بيان أمس، "كنا لنجد ما يبرر هذا الكلام لو أنه جاء في مرحلة يقوم فيها وفد لبناني بمناقشة قضية اللاجئين على طاولة المفاوضات المتعددة الاطراف، أما ان يأتي عقب قرار الحكومة الاسرائىلية، فهو عقبة خطيرة اخرى تفتعلها الدولة ودليل قاطع الى الرغبة الجامحة في بقاء الجيش الاسرائيلي في الجنوب، وهذا ما يثير تساؤلات عن حقيقة الترحيب السوري بالانسحاب الاسرائيلي".