دعت الحكومة السودانية الجزائر الى المشاركة في الوساطة الليبية - المصرية لتحقيق الوفاق والمصالحة الوطنية بين الخرطوم والمعارضة. واعلنت ان التعاون الأمني بين الجزائر والسودان دخل مرحلة ايجابية. جاء ذلك في ختام زيارة الرئيس السوداني عمر البشير التي استمرت ثلاثة أيام في الجزائر حيث أجرى محادثات مع نظيره الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ومسؤولين آخرين في الدولة. وأنهت هذه الزيارة سنوات من التوتر بين البلدين منذ 1993 عندما اتهمت الجزائر السودان بدعم العناصر الاسلامية المسلحة وتدريبها. وقال وزير الخارجية السوداني السيد مصطفى عثمان اسماعيل، الذي رافق البشير في زيارته، ان القاهرة وطرابلس رحبتا بانضمام الجزائر الى الوساطة المصرية - الليبية. وأضاف في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرة الوفد السوداني امس: "اننا ندرك جيداً بأن للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة علاقات ممتازة مع السودانيين سواء كانوا في الحكومة أو المعارضة مما قد يساعد الى حد كبير في انجاح هذه المساعي". وأشار الى دور الجزائر الاقليمي والدولي، خصوصاً أنها "ترأس حالياً منظمة الوحدة الافريقية". وعن زيارة المبعوث الأميركي هاري جونستون الى السودان قال ان المبعوث "التقى قبل مجيئه الى السودان سفراءنا في عدد من الدول قبل أن يلتقي شخصيات في الداخل وسيعود قريباً الى السودان". وأشاد بالدور المصري في تنقية العلاقات الأميركية - السودانية. وقال ان الحكومة المصرية أرسلت وفداً برئاسة السفير ابراهيم حسن مساعد وزير الخارجية، الى واشنطن ضمن مبادرة اعتبرها أساسية لتهيئة الولاياتالمتحدة في اتصالاتها الجديدة مع السودان. وأضاف: ان الولاياتالمتحدة أصبحت أكثر تفهماً للمبادرة المصرية - الليبية التي كانت تعارضها في البداية. وأكد المسؤول السوداني ان التعاون الأمني مع الجزائر دخل مرحلة ايجابية من خلال تكثيف زيارات المسؤولين في البلدين. وعن قرار المحكمة الدستورية الذي أيد قرار حل البرلمان في السودان، قال: "ان ما جرى في المحكمة أسس نموذجاً لالتزام المؤسسات التي تنتخب باسم الشعب". وأضاف: "اننا نتقبل بصدر رحب قرارات المحكة لتعزيز حقوق الانسان واحترام المؤسسات والقانون وكلها تندرج ضمن مسعى الأمن والاستقرار في البلد".