عقدت المحكمة العسكرية في طهران أولى جلسات المحاكمة المثيرة لعشرين ضابطاً وشرطياً من قوى الأمن الداخلي متهمين باقتحام الحي الجامعي في شهر تموز يوليو العام الماضي، والقيام بالاعتداء على الطلاب واهانتهم، ما أدى الى خروج تظاهرات ضخمة نظمها الطلاب الاصلاحيون. المحاكمة كانت علنية تولى تغطيتها حشد كبير من وسائل الإعلام المحلية والعالمية، وحضرها طلاب تعرضوا لهجوم قوات الشرطة ومن بينهم طالب فقد احدى عينيه وآخر جاء "متكئاً على عصا" اذ انه ما زال يعاني من كسور في قدمه وساقه بعدما ألقي به من الطبقة الثالثة إثر اقتحام قوات الشرطة غرفة نومه. وتنظر المحكمة العسكرية برئاسة حجة الاسلام أحمد طباطبائي في أربعمئة شكوى تقدم بها الطلاب، وهي تتولى محاكمة العسكريين فقط، إذ أن ملفات المتورطين من غير العسكريين في اشارة الى بعض عناصر المتطوعين/ البسيج أعيدت الى المحكمة الثورية، فيما بقي ملف القتيل الوحيد ابراهيم نجاد منفصلاً ولا زالت التحقيقات متواصلة بشأنه. وذكر المحامي محسن رهامي الذي يتولى الدفاع عن جامعة طهران والطلاب المتضررين ان المهاجمين أقدموا على إضرام النار في بعض غرف الطلاب، وعاثوا فيها فساداً، وضربوا بعضهم، وبينهم طلاب أجانب. وأضاف "اساءت هذه الحادثة المرة الى سمعة ايران في الداخل والخارج"، متهماً قائد الشرطة السابق فرهاد نظري بالإعداد مسبقاً لهذا الهجوم، والتنسيق مع مسؤول أعلى منه رتبة لم يسمه. وأوضح رهامي ان بعض المهاجمين كانوا من غير العسكريين، لكنهم أرسلوا الى الحرم الجامعي بأمر من الشرطة. وطالب رهامي بانزال أقصى العقوبات بالمتورطين. بعد ذلك استمع رئيس المحكمة الى أقوال بعض الطلاب حيث روى الطالب أمين كريمي كيف تعرض للضرب من قبل قوات الشرطة قبل أن يرموا به من الطبقة الثالثة ما أدى الى احداث كسور في يده وساقه. وروى الطالب محسن جمالي طب عام كيف فقد عينه اليمنى بعدما اصابتها مباشرة قنبلة مسيلة للدموع اطلقت باتجاهه. واعترض هوشك إقبال مساعد المدعي العسكري على شكوى الطالب جمالي لأنه أصيب في الاضطرابات التي اندلعت بعد ثلاثة أيام من ليلة اقتحام الحي الجامعي، وأوضح ان المحكمة تنظر فقط في حادث اقتحام مساكن الطلاب والتعرض لهم. وقال المدعي العسكري ان القائد السابق لشرطة طهران فرهاد نظري، اصدر "شخصياً" الأمر الى رجال الشرطة وعناصر "الوحدة الخاصة" المسماة "نوبو" بدخول المدينة الجامعية. ويتهم القضاء العسكري نظري "بالغاء أمر من وزارة الداخلية بعدم التدخل" وتجاهل الامر بعدم استخدام الغاز المسيل للدموع ضد الطلاب. ومن بين الضباط الماثلين امام المحكمة العقيد جمشيد خودبقشي، قائد وحدة "الباسدران" الخاصة في الشرطة، وفرهاد ارجومندي، قائد "نوبو" ومساعده رامين نظري. ويقسم المسؤولون الايرانيون اضطرابات طهران في تموز الماضي الى قسمين، يتعلق الأول باقتحام الحي الجامعي إثر تجمعات طالبية كانت تندد باغلاق صحيفة "سلام" الاصلاحية، وتبدي اعتراضها على مشروع يتعلق بالصحافة، اما القسم الثاني فيتعلق بالأحداث التي اندلعت بعد اقتحام الحي الجامعي وشهدت اضطرابات واسعة في العاصمة. واتهمت طهران بعض الجهات الخارجية بالتورط المباشر فيها وبخاصة الولاياتالمتحدة الأميركية، وتركيا.