أسفرت الجولة الحاسمة لانتخابات الرئاسة الكرواتية التي أجريت أول من أمس عن فوز نائب رئيس الحزب الشعبي وسط ستيبي ميسيتش، ما يشكل تغييراً جوهرياً في الوضع السياسي الكرواتي، باعتباره من المعارضين لنهج الرئيس الراحل فراينو توجمان الذي توفى في كانون الأول ديسمبر الماضي بعدما حكم كرواتيا حوالى 10 سنوات. وأعلنت اللجنة الانتخابية العليا أن ميسيتش حصل على 21.56 في المئة من أصوات الناخبين في مقابل 43 في المئة لمنافسه زعيم الحزب الاشتراكي الليبرالي دراجن بوديشا، علماً أن نسبة المشاركة في التصويت بلغت 61 في المئة من بين 4 ملايين و200 ألف ناخب كرواتي. وتعهد ميسيتش في أول خطاب له بعد اعلان فوزه، بالعمل على حصول بلاده على عضوية كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، في أسرع وقت ممكن. كما أكد تصميمه على مكافحة معدلات البطالة التي تطال أكثر من 20 في المئة من القادرين على العمل في كرواتيا. وقال: "نريد ان نقنع العالم ان كرواتيا جزء من أوروبا". وسارعت الولاياتالمتحدة إلى تهنئة ميسيتش بالفوز. ووصف المندوب الأميركي لدى الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك انتخابه بأنه "خطوة كبيرة على طريق المساعي الكرواتية لطي صفحة الفوضى المروعة في البلقان". وكان الغرب عزل كرواتيا خلال السنوات الأخيرة من حكم توجمان، عقاباً لها على تدخلها في شؤون دولة البوسنة - الهرسك المجاورة ورفضها التعاون مع محكمة جرائم الحرب في لاهاي. ويجمع المحللون للأوضاع الكرواتية على أن أمام الرئيس المنتخب ميسيتش مشاكل خطيرة تعاني منها بلاده، إذ ينبغي أن يتعامل في المجال الداخلي على توفير الديموقراطية ومعالجة الوضع الاقتصادي الصعب ومكافحة الاثراء غير المشروع على حساب الدولة وانتشار عصابات المافيا. وفي إطار منطقة البلقان، وخصوصاً البوسنة، عليه ان يعالج الأزمات التي أثارها توجمان مع المسلمين البوسنيين، وأن ينهي تأييد بلاده لمحاولات الكروات البوسنيين الانفصال عن الاتحاد الفيديرالي الذي يجمعهم مع المسلمين. أما في المجال الدولي، فيأتي في المقدمة، تحسين علاقات كرواتيا مع الغرب والاندماج مع المؤسسات الأوروبية. ويبدو ان افكار ميسيتش المغايرة لنهج سلفه توجمان، وجدت طريقها للانتشار بين المواطنين الكروات، وهي التي حققت له الفوز ليكون ثاني رئيس للدولة منذ استقلالها عن الاتحاد اليوغوسلافي السابق عام 1992. ويذكر أن ميسيتش خريج كلية الحقوق في زغرب ومتزوج ولديه ولدان. وقضى سنة في السجن خلال النظام اليوغوسلافي السابق بسبب أفكاره السياسية. وهو اخر رئيس ليوغوسلافيا السابقة وكان قريباً من الرئيس الكرواتي توجمان حيث ترأس برلمان كرواتيا، إلى ان اختلفا عام 1994 وأصبح من أشد المعارضين له.