انعقدت قبل أيام جلسة محادثات غير رسمية وشبه غير معلنة بين عدد من أصحاب شركات السياحة والفنادق المصريين والاسرائيليين في القاهرة. المحادثات "الودية" التي جرت بعيداً عن أروقة وزارة السياحة المصرية - وإن كان بعلمها - تركزت على المشاكل التي تواجه سياح البلدين في كل من مصر وإسرائيل، علماً إن النصيب الأكبر منها كان للسياح الاسرائيليين القادمين الى مصر. قال رئيس شركة "إمكو للسياحة" رئيس "جمعية وكلاء السفر المصريين" إلهامي الزيات، الذي شارك في المحادثات، إن عدداً كبيراً من الاسرائيليين، ومنهم عرب اسرائيليون، يفدون من إيلات إلى طابا، وأغلب أولئك لا يمضي سوى يوم واحد في سيناء، وفي حال وجود الفنادق المناسبة والبنية الاساسية اللازمة، فإنه يمكن استقطاب هؤلاء السياح لإمضاء يومين أو أكثر، ما يعني زيادة الدخل السياحي المتوقع. وقلل الزيات من حجم التوتر الذي يشيع في المجتمع المصري بتطرق الحديث الى السياح الاسرائيليين، وقال: "هل نريد مزيداً من السياح وبالتالي زيادة العائد المادي أم لا؟ إذا كانت الإجابة بنعم، علينا أن نتعامل مع أي سائح كأنه بلا طعم أو لون أو رائحة، طالماً هذا السائح يمضي وقتاً ممتعاً ولا يخل بتقاليد الدولة وقوانينها". لكن ماذا عما يقال عن أن السياح الاسرائيليين يأتون بتصرفات غير لائقة وتخرج على تقاليد المجتمع المصري؟ يرد الزيات بسؤال: "ولماذا لا نقول هذا عن السائح الفرنسي أو الألماني مثلاً؟. هذا كلام غير مطابق للواقع". ويمضي في الدفاع عن المطالبة بتسهيل إجراءات قدوم السياح من اسرائيل بقوله: "تستقبل إسرائيل اعداداً غفيرة من السياح، لا سيما اليهود من سكان الغرب، فلماذا لا نستقطب أولئك لقضاء يومين أو يزيد في مصر؟". ويلخص مطلب الجانب الاسرائيلي بأنه يتعلق بتسهيل عملية دخول السائح القادم من إسرائيل، لا سيما في أوقات الذروة، وهي الأعياد العبرية ويبلغ مجموعها 70 يوماً. يذكر أن الحكومة المصرية تسمح للسائح الإسرائيلي بدخول طابا من دون تأشيرة، إلا أن اجراءات السماح هذه قد تستغرق اربع او خمس ساعات أيام الذروة. أما عن السياح المصريين المسافرين الى اسرائيل فيقول الزيات أنه ليس لدى اسرائيل ما يغري السائح المصري من الطبقة المتوسطة لزيارتها، فقضاء أجازة لمدة اسبوع في تركيا أو قبرص يتكلف نحو 900 جنيه مصري، وترتفع القيمة الى الف جنيه لقضاء الاجازة في منتجع مصري، لكنها تتضاعف الى الفي جنيه لقضائها في اسرائيل. ويتطرق الى السياحة الدينية المسيحية المصرية بالقول: "المصري المسيحي قد يمضي عمره كله في ادخار مبلغ ليقدس في اسرائيل، هذه نوعية من السياح، وعلى رغم ذلك فإن البابا شنودة منع زيارة المسيحيين المصريين لإسرائيل الى حين تحقيق السلام الشامل، والعادل، وأيضا عودة دير السلطان الى الكنيسة المصرية". وعلى الصعيد التنموي، يقول الزيات إن مشروع الريفيرا الذي يحوي كلاً من مصر واسرائيل والاردن مستمر ولم يتوقف، وكل دولة تعمل على تنميته في إطار حدودها، في حين تحكم المنطقة الدولية منه اتفاقات دولية. ويؤكد الزيات على أن كل الاستثمارات في سيناء ومن ثم الريفيرا، مصرية مئة في المئة، ولا يسمح فيها بالاستثمار الاجنبي ولا حتى العربي. يذكر أن هذه المحادثات السياحية غير الرسمية تزامنت - وإن كان على غير قصد - مع سفر وفد من حركة السلام المصرية الى اسرائيل لعقد اجتماعات تتعلق بتنظيم مؤتمر دولي للسلام ينظمه التحالف الدولي إعلان كوبنهاغن.