} هددت السلطة الفلسطينية بتجميد المفاوضات مع اسرائيل بعد ما وصفته بأنه "أزمة لم يسبق لها مثيل"، مشيرة الى ان الساعات الاربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة. في غضون ذلك، واصل المبعوث الاميركي دنيس روس محادثاته مع الجانبين لايجاد مخرج للازمة. القدسالمحتلة، رام الله - اف ب - اعلن نبيل ابو ردينة مستشار الرئيس ياسر عرفات ان الساعات الاربع والعشرين المقبلة ستكون حاسمة في معرفة مصير المفاوضات على المسار الفلسطيني بعد الازمة التي اعقبت قمة عرفات مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك عند حاجز ايرز بين اسرائيل وقطاع غزة بسبب خلافات على خرائط الانسحاب الثالث من النبضة الثانية. وقال ابو ردينة لوكالة "رويترز" ان المبعوث الاميركي لعملية السلام في الشرق الاوسط دنيس روس حاول خلال اجتماعه مع عرفات الذي امتد الى الساعات الاولى من صباح امس ايجاد مخرج للازمة، خصوصا بعد تهديد الفلسطينيين بتجميد المحادثات مع الاسرائيليين. وكان مقررا ان يعقد مساء امس في مكان سري يُعتقد انه تل ابيب، لقاء ثلاثي يضم روس ورئيس الوفد الفلسطيني الى المفاوضات النهائية ياسر عبدربه وكبير المفاوضين الاسرائيليين عوديد عيران. وقال وزير الشؤون البرلمانية الفلسطيني نبيل عمرو ان عرفات طلب من روس خلال لقائهما مساء اول من امس "تحركا اميركيا لحل الازمة" وصرح مسؤولون فلسطينيون وديبلوماسيون غربيون بأن روس يتلقى اشارات متباينة من كل جانب في شأن المشاكل التي تؤخر احراز تقدم. واضافوا ان روس يريد من المفاوضين الاسرائيليين والفلسطينيين ان يوضحوا مواقفهم في الاجتماع الثلاثي الذي سيشكل متابعة لمحادثاته التي اجراها مع عرفات مساء اول من امس. وكان من المتوقع ان يتوجه روس الى واشنطن لاحقا ليطلع الرئيس بيل كلينتون على احدث التطورات. وهددت السلطة الفلسطينية بوقف المفاوضات مع اسرائيل لان باراك تراجع عن اتفاقات السلام الموقعة. وقال الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم ان "الجانب الفلسطيني لا يرى اي فائدة من استمرار هذه المفاوضات بسبب الازمة التي افتعلها باراك وبسبب سياسته". ولخص ذلك بالقول ان باراك "الذي اصر على اتفاق اطار في 13 شباط يريد ان يؤجل هذا الموعد ستة اشهر اضافية ويريد ايضا تأجيل التوصل الى اتفاق نهائي تسعة اشهر اضافية ولا يتقيد بمرجعية السلام 242 و338 ويقول ان المواعيد ليست مقدسة ... هذا الرجل دمر عملية السلام فهو يريد دمج المرحلة الثالثة لاعادة الانتشار من الضفة في المفاوضات النهائية ولم يأخذ بالاعتبار مطالبنا بالانسحاب من المناطق القريبة من القدس". وطالب "الجانب الاميركي الذي قدم لنا ضمانات بعدم دمج المرحلة الثالثة، بان يأخذ دوره لانقاذ عملية السلام". وتابع ان "روس يجتمع مع عرفات هذه الليلة وسنبلغه بالموقف بان السلطة تفكر بوقف المفاوضات مع اسرائيل وانه لا بد للجانب الاميركي ان يتحمل مسؤولياته تجاه عملية السلام ... فما يزال باراك مستمرا في سياسة الاستيطان التوسعية وهو يتفاوض مع المستوطنين ولا يتفاوض معنا". وقال: "لقد حاولنا ان نصنع مصالحة تاريخية بقبولنا قراري مجلس الامن 242 و338، لكن باراك يريد ان يقاسمنا الضفة وقطاع غزة ويريد استمرار المفاوضات كغطاء لخططه التي لا تختلف عن خطط زعيم تكتل ليكود أرييل شارون المتشدد". واعلنت السلطة الفلسطينية في بيان بعد اجتماعها الاسبوعي في مدينة رام الله في الضفة الغربية مساء اول من امس ان المفاوضات مع اسرائىل "وصلت الى ازمة خطيرة لم يسبق لها مثيل"، مشيرة الى انه "في ضوء هذا الاصرار الاسرائيلي المسبق على افتعال المأزق والازمة، فان القيادة الفلسطينية ترى انه لا بد من التحرك على المستويات الفلسطينية والعربية والدولية لمواجهة هذه السياسة والحد من استمرارها بأي شكل من الاشكال بما فيها هذه اللقاءات والاجتماعات مع الجانب الاسرائيلي الذي يعتقد انه يستطيع ان يفرض على الشعب الفلسطيني شروطه وخططه بعيدا عن الاتفاقات الموقعة والتي شهدت عليها القوى الدولية كافة".