انحسرت أزمة الناقلة الروسية التي احتجزتها البحرية الاميركية في الخليج للاشتباه في تهريبها نفطاً عراقياً، ووافقت سلطنة عمان على استقبال الناقلة لتفريغ حمولتها في احد الموانئ قبل السماح لها باستكمال رحلتها. واكدت وزارة الخارجية الروسية ان الناقلة "فولغو نفط" سيفرج عنها بعد تفريغ حمولتها فيما اكدت مصادر عسكرية ان سفينة الاستطلاع الحربية الروسية "كيلدين" ستتوجه الى شرق المتوسط لمراقبة اسطول حلف الاطلسي في الخليج، الذي تشتبه روسيا في انه يستعد لشن هجوم على العراق. واعلن مصدر مأذون له في وزارة الخارجية العمانية ان مسقط وافقت على استقبال الناقلة بعد اتصالات اجريت مع وزارتي الخارجية الاميركية والروسية، مشيراً الى ان سلطنة عُمان ستتولى الاجرءات الخاصة بتفريغ الناقلة. واشار مصدر في السفارة الروسية في مسقط الى اتصالات اجرتها بعثة روسيا في الامارات بالناقلة، مؤكداً ان سفارته ستشرف على اي اجراء يتعلق ب"فولغو نفط". وكانت سفن الاسطول الاميركي في الخليج اعترضت الناقلة للاشتباه في انها تنقل كميات من المازوت العراقي، على رغم ان الشركة المالكة لها ابرزت بوليصة تدلّ على ان المازوت شُحن من ميناء ايراني. واثار الحادث غضب موسكو، وعُلم ان وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف اجرى في وقت متقدم ليل الجمعة اتصالاً عاجلاً بنظيرته الاميركية مادلين اولبرايت، واتفق على ان تتوجه الناقلة الى المياه الاقليمية العُمانية حيث ستفرغ حمولتها، ويتوقع ان يفرج عنها فيما يستمر التحقيق لمعرفة مصدر المازوت. وذكر نائب وزير الخارجية الروسي فاسيلي سريدين ان الجهود التي بذلتها موسكو "أثمرت". وزاد ان الناقلة ستقطع مسافة 200 كيلومتر الى عُمان وتسلّم شحنتها الى "مسؤول عن حفظها" لم يحدده. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مسؤول في وزارة الخارجية قوله ان موسكو اجرت تحقيقاً "لم يدع مجالاً للتشكيك بشرعية العمليات" التي قامت بها الناقلة، وشدد على انها لم تدخل المياه الاقليمية العراقية. وتلمح روسيا الى ان احتجاز الناقلة منذ ليل الاربعاء الماضي قد يكون "حلقة في مسلسل" احد اهدافه توجيه ضربة عسكرية جديدة للعراق. أُعلن امس ان سفينة الاستطلاع "كيلدين" التي كانت راقبت العمليات العسكرية في بحر الادرياتيك اثناء ازمة البلقان ستتوجه في غضون عشرة ايام الى شرق البحر المتوسط، ومن هناك ستراقب تحركات اربعين قطعة حربية تابعة لحلف الاطلسي بينها عشرون قطعة اميركية في مياه الخليج. يذكر ان الناطق باسم وزارة الخارجية اكد مساء اول من امس اخذ عينات من حمولة الناقلة الروسية لتحليلها ومعرفة مصدرها. وكان وزير الدفاع وليام كوهين شدد على ان البحرية الاميركية ستكثف عملياتها لاعتراض اي سفينة يشتبه في خرقها الحظر على العراق أياً يكن العلم الذي ترفعه.