طالعتنا صحيفتكم الصادرة يوم الاحد 16 كانون الثاني يناير 2000، العدد 13459 بمقال في صفحة 16 بقلم الكاتب مارك صائغ، عن برامج الأعياد التي استولت على الشاشة وعن مسلسل أم كلثوم الذي بثه العديد من القنوات العربية تقريباً. ولأن المقال كما يقال وقع على جرح خصوصاً في الجزء المتعلق بمسلسل أم كلثوم الذي نقول عنه بمنتهى الصدق انه كان جيداً من حيث الفكرة والسيناريو والحوار والأداء التمثيلي الذي تألقت من خلاله النجمة صابرين وكذلك الأداء المتميز للفنان أحمد راتب في دور القصبجي والفنان أحمد أبو زيد في دور أحمد رامي، وغيرهم من الممثلين والممثلات الذين شاركوا في هذا العمل الضخم. ولكن الأمر الذي نستغربه هو محاولة الكاتب المستمرة في استدرار التعاطف مع قضايا أم كلثوم الخاصة وتحديداً في ما يختص بصراعها وتنافسها الحاد في الوسط الفني مع بعض الفنانين من القدامى والذين عاصروها، والصورة الرديئة التي قدمت بها الفنانة منيرة المهدية وزمرتها وكذلك "الحرب الباردة" بينها والفنان محمد عبدالوهاب وتقديمه في صورة المتعالي والأناني. وهذا قد يكون حجر عثرة في المستقبل اذا ما تم تقديم مسلسل أو فيلم عن حياة محمد عبدالوهاب خصوصاً اذا حاولوا اقناعنا بجوانبه الانسانية وتواضعه ووطنيته وتجرده الخ. كما انني اتساءل عن محاولة الكاتب المستمرة إفهامنا بأن بيرم التونسي ليس تونسياً بل مصرياً بصورة أو أخرى، وكأنه يريد ان يبرر الكم الهائل من الاغنيات الرائعة التي كتبها وقدمتها أم كلثوم على انها لم تكن بتلك الروعة الا لأن كاتبها كان في انتمائه مصرياً وليس تونسياً يسعى للحصول على الجنسية المصرية لأسباب سياسية، وهذا يناقض تماماً الفكرة النهائية التي ختم بها المسلسل وقالت بأن أم كلثوم كانت بطلة قومية أجمع العالم العربي كله على حبها واحترامها. وهذا يقودني ايضاً الى التساؤل عن اغنية "أغداً ألقاك" التي تعد من روائع أم كلثوم التي قد لا يعرف الكثيرون بأن شاعرها هو الشاعر السوداني الهادي آدم، والذي تم تجاهله تماماً في المسلسل حتى الإشارة العابرة اليه ولو من خلال تقديم الأغنية التي أراها انها من أجمل ثلاث أغنيات تغنت بها أم كلثوم. فهل الإشارة الى أسماء الشعراء والإلتقاء بهم وتقديم أغنيات لهم من شأنه ان ينتقص من قدر الست أم انه يسيء الى الشعراء الذين كان يجدر بهم ان يكتبوا هم تلك الاغاني، مع الإشارة الى ان هناك اغنيات اخرى جميلة كتبها شعراء سعوديون وغيرهم غنتها أم كلثوم وكانت من أجمل الاغنيات. عموماً وفي رأيي الخاص ان وجود هذا العدد من الشعراء العرب الذين تغنت أم كلثوم بكلماتهم يؤكد قوميتها وزيادة لها في رصيدها الفني ... واسمحوا لي في الختام أن أحيي بكل فخر الشاعر السوداني الرقيق الهادي آدم الذي يقيم حالياً في منطقة الجزيرة في السودان. هالة محمد عثمان صحافية سودانية مقيمة في السعودية