يتولى الرئيس الكرواتي الجديد ستيبي ميسيتش 66 عاماً اليوم الجمعة صلاحياته الدستورية، رئيساً للجمهورية مدة خمس سنوات، حسب الدستور، وسط ما أكدته تصريحاته عن عزمه على إحداث تغييرات جوهرية في نهج السياسة الكرواتية، داخلياً ودولياً. وأعلنت وسائل الإعلام في كرواتيا مساندتها لقرار الناخبين الذي جاء برئيس وحكومة تخالف ما كان سائداً خلال السنوات العشر الماضية في عهد الرئيس الراحل فرانيو توجمان، ما اطلقت عليه صحيفة "فييسنيك" شبه الرسمية الصادرة في زغرب ب"ثورة ديموقراطية بيضاء". وسيلقي ميسيتش اليوم كلمة في البرلمان يوضح فيها السبيل الذي سيسلكه في رئاسته وأولوياته في معالجة المشاكل الاقتصادية الداخلية، وخططه في شأن علاقات كرواتيا مع دول البلقان، خصوصاً البوسنة - الهرسك، والعمل الذي سيمارسه في تقريب بلاده من المؤسسات الأوروبية. وتم انتخاب ميسيتش، وهو زعيم اصلاحي، في السابع من الشهر الجاري في انتخابات وصفها الرئيس الأميركي بيل كلينتون بأنها "نقطة تحول". وذكرت المصادر الكرواتية ان ممثلي حوالى 140 دولة سيحضرون حفل التنصيب، بينهم وزيرة الخارجية الأميركية مادلين أولبرايت التي ستكون هذه ثاني زيارة لها لكرواتيا هذا الشهر. وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيمس روبن ان أولبرايت ستهنئ مرة أخرى الشعب الكرواتي على اختيار طريق الاصلاح الاقتصادي والسياسي "الضروري لإعادة اندماج كرواتيا مع باقي أوروبا". ورحبت الولاياتالمتحدة بانتخاب ميسيتش في كرواتيا، ووصفته بأنه "مثال جيد يمكن أن تحتذي به جارتها صربيا حيث لا يزال الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش يحتفظ بالحكم". وتحاول الولاياتالمتحدة، التي قادت حملة شنها حلف شمال الأطلسي على القوات اليوغوسلافية أثناء أزمة كوسوفو، فرض عزلة على ميلوشيفيتش ببناء علاقات أوثق مع الحكومات الاصلاحية المجاورة لصربيا. وستزور أولبرايت البانيا بعد كرواتيا للاجتماع مع الرئيس رجب ميداني ورئيس وزرائه ايلير ميتا. وقال جيمس روبن: "إن أولبرايت ستعرب عن التقدير للدور الحيوي الذي قام به الشعب الألباني اثناء أزمة كسوفو. وستؤكد الدور المهم الذي تلعبه البانيا في استقرار منطقة البلقان ورخائها".