دالية والغيمة العالية

أُنظري داليةْ
هذه زهرةٌ ذاويةْ
تحت نافذةِ البيت تحكي
ولكننا نحن لا نسمعُ
وهُناك لنا
في الأعالي
لنا غيمةٌ عاليةْ
تدمعُ
والحديقةُ مُنتظرةْ
فهُنا غُصنُ تينْ
يابسٌ، وحزينْ
هل عرفتِ لماذا؟
وماذا تقولُ لنا الشجرةْ؟
حين تضرُبها الشمسُ أوْ
حين تعطشُ في
طبقاتِ التُراب الجُذورْ
هذه الأرضُ أُمّ،
لها إبنةٌ
واسمها غيمةٌ
وتعيشُ بعيداً بعيداً
ونحنُ هُنا
في انتظارِ الحضورْ
وانظُري الزاويةْ
حيثُ رمانةُ الجدةِ والدالية
حيثُ فوقَ الجدارْ
عربشَ الياسمينُ
بأعوادِهِ اليابساتِ،
وحيث الغُبارْ
كالحٌ فوق أوراقِهِ الذاويةْ
والقرنفلُ ذابلْ
وانظري
كيف ساقُ البنفسجِ مائلْ
والترابُ الذي
نحنُ نسقيهِ بالحُبِّ صارْ
أصفرَ اللونِ دون أمانْ
فوراءَ الأُفقْ
يحبسُ الوحشُ غَيمتَنَا العاليةْ
لتغيبَ سِلالُ الكُرومِ،
تغيبَ الطُرُقْ
ويغيبَ الحنانْ
في دهاليز هذا الزمنْ
هل نُنادي عليها إذن
لتجيءْ
فلعلَ يَهِلُّ الفرحْ
مثل قوسِ قُزحْ
فهي إنْ وَصَلَتْ
غَسَلتْ
بَيتَنا العافَيةْ
وكسا العُشبُ وجهَ الحديقةِ
بالإخضرارْ
آه يا داليةْ
يا ابنتي الغاليةْ
في خَريفِ الحِصارْ!