المهرجان من الخارج حدث كبير ينظر اليه الجمهور بدهشة ويعيش مع ايقاعه بفرحة مستمرة. لكنه في تفاصيله التنظيمية تجربة انسانية يومية يصنعها متطوعون وموظفون يقبلون على عملهم باندفاع. المنتقدون تحدثوا عن الواسطة والمحسوبية والمزاجية. انتقدوا عدم الالتزام ببعض البرامج المعلنة وتغيير تواريخ الاحداث المقررة، والطابع الشخصي لادارة "هلا فبراير". الانتقاد في الكويت ليس جديداً. الجديد قد يكون لو ان احداً لم ينتقد ولم يعرض رأياً آخر يضيفه الى آراء الغير. والحديث عن "هلا فبراير" لا ينصف العاملين فيه الذين تحدثت اليهم "الحياة" واطلعت على آرائهم بخصوص هذا الحدث السنوي الذين عملوا فيه منذ منتصف الشهر الماضي، وبعضهم انضم الى اللجان الفرعية المنظّمة بعدما رفعت اللجنة العليا للمهرجان كتاباً الى الهيئات التي يعمل فيها لتفريغه للعمل في "هلا فبراير"، حتى انتهاء الفاعليات. رئيس اللجنة الاعلامية والثقافية ماضي الخميس، قال: "عملنا في المهرجان لا يمكن ان ينجح اذا لم يكن الانسان مقتنعاً بأنه مساهم في تحقيق حلم الفرحة الذي نقلناه لابنائنا وعائلاتنا واخوتنا من دول الخليج وزوارنا من كل مكان". حساب ساعات العمل شيء لا يتقنه اعضاء اللجان. الامر ينسحب ايضاً على علاقات العاملين في مقر اللجنة العليا في الطابق الاول من صالة التزلج، بأفراد أسرهم. ايمان الغانم 39 سنة تقول: "لا راحة. العمل يستمر 24 ساعة وهو ممتع للغاية وان كان لا يتيح اي وقت للفراغ". وأهلك؟. "اهلي متفهمون ومتعاونون. احياناً نرجع الى البيت عند الرابعة فجراً اذا كانت هناك حفلة موسيقية او شعرية وهي بمعدل حفلة كل يومين. في الايام الاخرى اعود عند الحادية عشرة مساء". وهل من معاكسات خلال الليل؟ "لا شيء من ذلك والشبان متفهّمون". والعام المقبل؟. "طبعاً سأشارك". رلا محمود دله 25 سنة تقول: "السنة الجارية هناك قدر اكبر من التنظيم. السنة الماضية نُفّذت فكرة المهرجان من دون وقت كاف للاعداد. ونحن تخطينا تقريباً اكثر السلبيات وزاد عدد الموظفين واللجان مما خفّف الضغط الذي شهدناه قبل عام. وهناك لجنة تتولى عملها في شكل منفصل الامر الذي اتاح وجود ترتيب ونظام في العمل". تضيف: "لست متزوجة. أداوم صباحاً لأني أدرس برمجة الكومبيوتر واعمل هنا بعد الظهر وأي عمل اضافي اقوم به لاحقاً على الكومبيوتر في البيت. وأداوم في المركز يومي الخميس والجمعة. وخلال الحفلات يرافقني أخواي لو تأخرت". اما أمنيتها فهي ان يتم تخفيف توتر الاعصاب وان "نتعامل مع كل الامور ببساطة وراحة". جمال بدر المطيري 30 سنة، متزوج يقول: "هذه اول مرة اشارك. هناك سلبيات ولكن الايجابيات اكثر. بوسعنا تخطي السلبيات الحالية في مهرجان 2001، التي تخص الدقة في التنسيق وتحسين التعاون بين اللجان وتحمّل المسؤولية في شكل افضل وان يدرك كل موظف منتدب للعمل في المهرجان ان جديته في عمله هنا يجب ان لا تختلف في شيء عن الجدية في مقر عمله الاصلي". وكيف يتم تحسين المهرجان؟ "الحصول على التأشيرة يستغرق نحو خمسة ايام ونحن نطالب بأن تسهّل في يوم واحد لاستقطاب الجنسيات غير الخليجية". والعائلة؟ "انا مقصّر مع اطفالي الثلاثة. اخرج في السابعة والنصف صباحاً ولا اعود حتى الثانية ليلاً. لكن عندما نقيس الامور ندرك ان واجب المرء ان يضحي لان نجاح المهرجان نجاح للكويت. وزوجتي متفهّمة اعطتني اجازة حتى مساء آخر اليوم وقالت لي: بعد يوم 24 يا ويلك". جميع الذين تحدثت اليهم "الحياة" طالبوا بإقامة هيئة للسياحة، تضم تحت جناحها الهيئات المشرفة على المهرجان، سيما وان الكويت تنوي تخصيص المؤسسات الحكومية المشاركة في تنظيم "هلا فبراير" وبذلك تتاح عملية ربط لجهود الترويج للسياحة وجهود تطوير المهرجان مع مشاركة اوسع للقطاع الخاص. تقول هدى الصالح، رئيسة قسم العلاقات العامة في "شركة المشروعات السياحية": "يجب ان تكون هناك مظلة للمهرجان كما ان المهرجان نفسه يحتاج الى تمويل حكومي، الامر الذي سيشجع على اقبال مزيد من الرُعاة من القطاع الخاص وسيحظون بشعور اكبر بالاطمئنان. والاصوات المعارضة التي صدرت العام الماضي كانت بهدف تسجيل موقف لا اكثر، والآن صار هناك تقبّل اكبر". تضيف: "لا أعدّ ساعات العمل بل نحن محتاجون الى ساعات اضافية لإطالة يوم العمل. المهرجان اغنانا بالتجربة وكان تحدياً على المستوى الشخصي والعملي". ومساهمة المرأة في العمل التنظيمي؟ "مهمة لأن بوسع المرأة التعامل مع الطفل والام والاسرة". نبيلة العنجري 42 سنة رئيسة لجنة العلاقات العامة والاسواق في "هلا فبراير 2000" تقول: "هذه اول مرة اشارك فيها، مهام لجنتنا استقبال الضيوف عبر المرافق الحدودية وخلال اقامتهم وتنسيق عمل المجمّعات والمحلات مع وزارة التجارة وتلفزيون الكويت". تضيف: "نعمل 16 ساعة في اليوم وعملي هنا لا يختلف عن عملي في المشروعات السياحية، نحن عادة نعمل اكثر خلال الاعياد والعطل الرسمية وولداي تعوّدا على نظام عملي وانا اراجع معهما دروسهما عندما أعود الى البيت". تتابع قائلة: "مهرجان 99 نجح على المستوى المحلي. مهرجان 2000 نجح على المستوى الخليجي. هناك اقبال مميز جداً والمهرجان اثبت نفسه". والسلبيات؟ "العمل يحمل معه فرصة ارتكاب اخطاء يتعين علينا تجاوزها في الاعوام المقبلة. نراجع يومياً في لجنتي التي تضم 20 عضواً ما أنجزناه وما علينا تحسينه. لكن هذا لا يمنع وجود نواقص منها عدم فتح باب التأشيرات امام الدول العربية، الامر الذي قصر نجاحنا على المستوى الخليجي. وهذا يعني اننا نحتاج الى بعض الوقت قبل ان ننجح عربياً ودولياً". والسنة المقبلة؟ "هناك بعض الامور التي لم تعجبني في العمل، لكن رغبة في انجاح العمل يتغاضى المرء عنها. والسنة المقبلة اذا لم تتعدّل هذه الاوضاع فإنني لن أعمل هنا".