بعد تحرير الكويت دُعيت مع عدد من الزملاء الاعلاميين من دول عربية متعددة لحضور فعاليات مهرجان عيد التحرير وحضور فعاليات هلا فبراير، أعد لنا القائمون على المهرجان برنامجا من ضمنه زيارة للاطلاع على الجرائم الكبيرة التي ارتكبها الجيش العراقي أبان غزوه للكويت والاساليب الوحشية في التعذيب اثناء فترة الاحتلال، قبل هذه الزيارة سبق وتناولت عن هذه الوحشية في مقال قديم. قبل بدء الزيارة التي اعدها القائمون على المهرجان, اعتذرت زميلتنا الصحفية اللبنانية عن الذهاب معنا لانها مرتبطة مع شخصية كويتية هامة بالنسبة لها، وبينما كنا نستعد لبداية برنامج زيارتنا، حضر ضيف زميلتنا، وكانت تقول انها تعد لعمل صحفي مميز من الكويت، ومن باب "الفضول/اللقافة"، سألتها عن ضيفها لانني تأكدت انه ليس شخصية عامة ومشهورة.! قالت وبزهو وببطولة خارقة انه شقيق نجم برنامج ستار أكاديمي المطرب الشاب بشار عبدالله وانها وعدت المعجبين والمعجبات ببشار الذي كان يشارك بالبرنامج في ذلك الوقت بنشر تقارير وخبطات صحفية عنه مع صور تنشر لاول مرة، هنا نحن لا يمكن ان نعتبر عمل هذه الزميلة سخيفاً او ما شابهه من الفاظ قد تظهر على شفاهنا منذ الوهلة الأولى، لانه لابد ان نحترم اهتمامات وثقافات كل شخص فما بالنا بشريحة كبيرة من الناس، هذه القصة تذكرتها وانا اتابع النجمة الاماراتية أحلام وهجومها الكاسح على الصحافة في لبنان واتهامهم بالسخفاء، لان مستوى اسئلتهم حسب رؤيتها كانت بدرجة صفر.! من اتهمتهم بالسخافة أحلام وانسحبوا من المؤتمر الصحفي لها وللجنة تحكيم عرب أيدول برروا ردة فعل احلام لانهم استفزوها بالسؤال عن زميلها السابق باللجنة راغب علامة، أنا هنا لن اتحدث عن تفاصيل ما حدث ولن اعطي تقييماً لما جرى، ولكن سأتناول موضوع الحكم على الأمور بدرجات متفاوتة تصل للبعض ان يصفها بالتافهة او يعطيها درجة كصفر أحلام، رغم انها للطرف الآخر تمثل اهمية وثقافة واسلوب حياة، فكما يعتبر البعض مثلا ان استعراض احلام بمجوهراتها او حتى تغزلها بجمالها يعتبر من التفاهات، فهناك من تعجبه هذه الاستعراضات وقد يحاول تقليدها ايضاً. تعاملنا مع مناحي حياتنا بمنظور واحد هو الخطأ الذي للاسف نمارسه، من السهولة ان ننتقد ومن السهولة ان نصدر الاحكام حسب اهوائنا ومصالحنا، الصحافة اللبنانية قبل سنوات بسيطة كانت بالنسبة للنجوم وخصوصا احلام الرقم الأهم، حتى بأسئلتهم واهتماماتهم الغير متناسبة احيانا معنا كخليجيين، ولكنها كانت مثل العسل عليهم، وكذلك الحال مع أحلام وتغريداتها او صورها، فلو كانت تصرفاتها من نجمة عربية او اجنبية لكان الامر مثل العسل على قلوب البعض.! نحن كسعوديين مثلا نمارس في السفر طقوساً اشبه بالغريبة، من ناحية الملابس او التصوير بكل مكان والانطلاق بدون قيود، ولكن في بلدنا نتحول الى كائنات مختلفة، ننتقد من يصور نفسه او وجبته بالمطعم، ونتفنن بالتعليق على ملابس الآخرين، ولكن وحسب اهوائنا عندما نسافر تصبح التفاهات جميلة وحرية شخصية وغيرها من التبريرات، اذا الامر بسيط جداً لنعيش بصورة طبيعية، ان لا نعتبر اعمالنا عظيمة واعمال الآخرين تافهة.!