قرر الرئيس حسني مبارك البدء فوراً في إصلاح محطات الكهرباء في لبنان التي تعرضت لقصف إسرائيلي الاسبوع الماضي. وقال وزير الإعلام صفوت الشريف إن مبارك أصدر توجيهاته الى رئيس الحكومة عاطف عبيد بتشكيل فريق عمل متخصص تحت إشراف وزير الكهرباء الدكتور علي الصعيدي لتجهيز المعدات اللازمة التي سيتم شحنها. وسيتوجه وفد فني ثان الى بيروت اليوم للبدء في عمليات التركيب وإعادة التشغيل للمحطات، وذلك بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية. وسيبدأ العمل الفعلي بعد غد الخميس ويستمر نحو 50 يوماً. وعلمت "الحياة" أن الرئيس مبارك تلقى أمس تقرير الحكومة الخاص بالبرنامج التنفيذي والمالي لإصلاح المحطات وتبلغ كلفته المبدئية نحو 60 مليون دولار تشمل الاجهزة الفنية. وقال وزير الكهرباء المصري ل"الحياة" إن بلاده ستقدم الى لبنان كل ما يحتاجه لإعادة بناء وتشغيل محطات الكهرباء في "الجمهور" قرب بيروت ودير نبوح في الشمال وبعلبك في الشرق. وذكر أن مصر تنتج المحولات بقوة 150 كيلو فولت، كما تنتج سكاكين التشغيل واجهزة القياس والتحكم وهي ما تحتاجه المحطات المذكورة. يشار إلى أن وفداً فنياً مصرياً توجه الى بيروت الاسبوع الماضي برئاسة نائب رئيس هيئة الكهرباء عبدالمجيد رضوان يرافقه رؤساء الشركات المنتجة للمحولات والقواطع والتصميمات. واجرى الفريق مسحاً شاملاً مع اللبنانيين للمحطات تمهيداً لإصلاحها. من جهة أخرى، أبلغ مصدر رسمي "الحياة" ان مصر تدرس إمكان التعجيل باتمام خط الربط العربي الكهربائي الذي سيربط مصر والاردن وسورية والعراق وتركيا ولبنان، مشيراً الى ان ربط سورية بلبنان كهربائياً سيكون مفيداً في حال تعرض الثاني لأية اعطال فجأة في الكهرباء والطاقة. وذكر أن هناك اتصالات على مستوى متقدم منذ يومين للبت في الأمر. يشار الى أن مصر والاردن تم ربطهما أخيراً بشبكة واحدة وسيتم قريباً ربط سورية ولبنان ما يعني خلق سوق حرة للطاقة، ويمكن لأي دولة عربية شراء الطاقة من مكان توافرها من بلدان عربية اخرى عبر الخط وبأسعار رخيصة. في الإطار نفسه قال رئيس الوزراء المصري إن هناك نية لعقد اجتماعات اللجنة العليا المشتركة مع لبنان قريباً للبحث في ما يمكن تقديمه من مساعدات في الفترة المقبلة، معتبراً أن لبنان "شقيق عزيز وينبغي الوقوف الى جانبه"، فيما سيلتقي اعضاء جمعية رجال الاعمال المصرية - اللبنانية الاسبوع المقبل السفير هشام دمشقية للبحث في ما يمكن تقديمه من مساعدات في الفترة المقبلة. ويأتي هذا التحرك بعد يومين من زيارة الرئيس مبارك التاريخية للبنان. ووصف رجال الاعمال اللبنانيون المقيمون في مصر تلك الزيارة بأنها "مهمة جداً"، وهناك 35 ألف لبناني في البلاد بينهم 1122 رجل أعمال في مجالات عدة تبلغ استثماراتهم نحو أربعة بلايين جنيه. واعتبر رجل الاعمال اللبناي فؤاد حدرج ان الزيارة "توطئة لمرحلة مهمة في العلاقات الاقتصادية بين القطاع الخاص في البلدين بعد الدعم الحكومي الذي بدأ مع توقيع الجهات المعنية على اتفاقية التبادل التجاري في شباط فبراير عام 99". وقال رئيس جمعية رجال الاعمال المصرية - اللبنانية السيد بدران كامل ان الزيارة "ستؤثر بالتأكيد في العلاقات المصرية - اللبنانية التي شهدت في الفترة الاخيرة تحسناً ملحوظاً انعكس في الزيارات المتبادلة والتي كان آخرها انعقاد المؤتمر الأول لرجال الاعمال المصري - اللبناني في 20 تشرين الاول اكتوبر الماضي في القاهرة، وحضره مستثمرون من البلدين وافتتحه وزير الاقتصاد اللبناني الدكتور ناصر السعيدي". وأكد أحمد بيضون ان الزيارة تعكس عمق العلاقات بين مصر ولبنان، واعتبر غازي ناصر ان الزيارة تعيد الأمور الى وضعها الصحيح ما سيجعل العلاقات الاقتصادية بين البلدين ترقى الى مستوى العلاقات السياسية المميزة خصوصاً أن لدى البلدين إمكانات هائلة للتكامل الاقتصادي.