أعلنت وزارة الداخلية الايرانية استكمال التحضيرات لإجراء انتخابات "نزيهة". وتنتهي صباح اليوم المهلة القانونية للحملات الانتخابية عشية توجه الايرانيين الى صناديق الاقتراع غداً لاختيار اعضاء البرلمان الجديد. وكانت المهرجانات الانتخابية عاصفة جداً، تميزت بحضور واسع للشبان، يبدو انه سيكون "بيضة القبان" في ترجيح كفة الربح أو الخسارة، فيما شهدت طهران والمدن الكبرى عشرات المناظرات ومئات الندوات التي طرح عبرها المرشحون برامجهم. ولم تخل المهرجانات من تشنجات عكست حدة المنافسة، كما حصل في تجمع انتخابي لحزب كوادر البناء الإصلاحي القريب الى الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، واتهم الحزب "متطرفين" من حزب "جبهة المشاركة" الاصلاحي القريب الى الرئيس محمد خاتمي بتعطيل برنامج المهرجان، واكد في بيان أنهم "رددوا شعارات ضد رفسنجاني أثناء إلقاء ابنته النائبة فائزة هاشمي كلمة في الاحتفال، ثم هاجموا بعض الحاضرين ومزقوا الشعارات والملصقات الانتخابية". وبسبب أجواء التوتر تعطل المهرجان وألغيت كلمة لوزير الثقافة والإرشاد عطاء الله مهاجراني، عضو قيادة حزب "الكوادر". وأثار هذا الحادث تساؤلات عن انعكاس اتساع الفجوة بين حزبي الكوادر وجبهة المشاركة على أصوات ناخبي الحزبين، وامكان حصول "تشطيب" في قوائم التيار الاصلاحي، بما يعنيه من تشتيت الأصوات وضياعها. هذه المسألة حذرت منها "رابطة العلماء المناضلين" يسار ديني اصلاحي داعية الناخبين في طهران الى التصويت لثلاثين مرشحاً اصلاحياً، أي بالتساوي مع عدد مقاعد العاصمة في البرلمان، كي يمارس الناخب حقه في التصويت بصرف النظر عن المرشحين الذين سيقترع لهم. وتفيد استطلاعات للرأي ان الناخب في طهران لن يصوت لأكثر من سبعة مرشحين، فيما سجل انسحاب عدد من المرشحين الاصلاحيين لمصلحة المرشحين الأوفر حظاً. وسجلت أيضاً حملة على جلسة دعائية للمرشحين المقربين الى القوى الوطنية والقومية، من قبل من يسمون "مجموعات الضغط" في مدينة قزوين، ما أدى الى جرح أحد مساندي قائمة الوطنيين الدينيين هاشم صباغيان الذي نقل الى مستشفى. وتميزت المهرجانات الانتخابية الصاخبة بحضور اعضاء المنتخب الوطني الايراني لكرة القدم والفنانين، خصوصاً في مهرجانات حزب "جبهة المشاركة". واكد محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس خاتمي ان "الفوز محسوم" لمصلحة التيار الاصلاحي الذي سيحصل على "ثلثي مقاعد البرلمان". واضاف ان "الانتخابات ستسجل ملحمة كبرى جديدة"، في اشارة الى "ملحمة" انتخابات الرئاسة عام 1997 التي سجل فيها خاتمي فوزاً ساحقاً. ورأى علي محتشمي وزير الداخلية السابق العضو البارز في "رابطة العلماء المناضلين" يسار ديني ان "العدالة والحرية" تشكلان محور عمل البرلمان الجديد الذي "ينبغي ان يؤمن الأرضية اللازمة لعودة الايرانيين في الخارج الى بلادهم، وفتح الأبواب أمام الاستثمارات الاجنبية". وزاد ان البرلمان سيواصل التحقيق الى النهاية في ملف الاغتيالات التي تورط فيها رجال من الاستخبارات الايرانية. أما النائب مرتضى نبوي المرشح عن اليمين المحافظ في طهران، فاعتبر ان التغلب على أزمة البطالة أبرز الاستحقاقات المطروحة، مؤكداً ان الشعب "قلق من التضخم والبطالة وفقدان الأمن". وفي استهداف مباشر للتيار الاصلاحي اعتبر نبوي ان "النائب إذا أصبح محامياً لدى الحكومة يخالف الدستور". واتهم النائب المرشح محمد جواد لاريجاني الإدارة الاميركية بأنها "لا تعير أهمية للديموقراطية، بل تسعى الى الديكتاتورية". ورأى ان واشنطن "تأمل بدخول اشخاص الى البرلمان يعملون لتغيير أركان النظام الاسلامي" في ايران. واعتبرت صحيفة "جمهوري اسلامي" القريبة الى أوساط المرشد آية الله علي خامنئي ان تصريحات الرئيس بيل كلينتون عن الانتخابات في ايران تدخل في شؤون هذا البلد. وكان كلينتون ربط احياء العلاقة بين طهرانوواشنطن بما ستتمخض عنه الانتخابات.